بُني النظام الإسلامي على مبادئ التكافلِ الاِجتماعي بين المسلمين، التي تضمنُ حماية أفراد المجتمع كافّة من الفقر أو الحاجة، وتحافظ على الاِقتصاد من الإنهيار والعجز، ومن أبرز صور هذا التكافل التبرع بأموال الزكاة والصدقات.
مع هلول شهر رمضان المُبارك تكثرُ العطايا والخيرات الجارية على أيدي المتبرعين، إذ تُساهم المشاريع الخيرية الرمضانية في إحداث تغييراتٍ واضحة في المجتمع، يكون لها أثرٌ كبير على حياة الملايين من الفقراء والمساكين.
فما هي ثمرات تلك المشاريع؟ وما الفائدة منها؟ هذا ما سنطرحه في السطور القادمة.
إسعاد الأيتام والأرامل
خلّفت سنوات الحرب الطاحنة في المنطقة العربية عشرات الآلاف من اليتامى والثكالى والأرامل، ممّن فقدوا آبائهم أو أبناءهم أو أزواجهم الذين كانوا مصدر الرزق الوحيد لتلك العائلات، إذ يعيشون اليوم على أموال التبرعات التي تستمر بالاِنحسار.
يزداد حجم الصدقات والعطايا في رمضان المُبارك، بما يسهمُ في إدخال الفرحة والسرور على قلوبهم، ناهيك عن قيمة الأجرِ والثواب التي يحصدها المُسلم عند تبرّعه لهؤلاء المستضعفين، وفيما يلي أدلّةٌ على ذلك من الكتاب والسنّة:
- قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [سورة البقرة – 215].
- وعن رسول الله ﷺ قال: (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما) [صحيح البخاري – 5304].
تعزيز الأخلاق والقيم والتضامن الاجتماعي في المجتمع
تساعدُ التبرعات الخيرية في رمضان المُبارك على تهذيب نفس المتصدّق وتعويدها على بذل الخير والاِسغناء عن ملذّات الدنيا في سبيل الله، وإحياء الأمل في قلوب الفقراء والمساكين وإشعارهم بالأمان، وبما يسهم في تعزيز الترابط بين أفراد المجتمع، ونشر مشاعر المحبّة والتآخي بين المسلمين فقرائهم وأغنيائهم.
قال تعالى في محكم التّنزيل: {مُّحَمَّدࣱ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِینَ مَعَهُۥۤ أَشِدَّاۤءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَاۤءُ بَیۡنَهُمۡ} [سورة الفتح : 29].
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: (مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمهم وتعاطفِهم، كمثلِ الجسدِ إذا اشتكى منه عُضوًا تداعى له سائرُ الجسدِ بالسهرِ والحُمَّى). [متّفقٌ عليه].
تحسين الحالة الاجتماعية والاقتصادية للمحتاجين في المجتمع
لا تقتصرُ أهميّة المشاريع الخيريّة الرمضانية على تأمين اِحتياجات المحتاجين خلال أيام الشهر المُبارك فحسب، وإنما تهدفُ إلى تحسين الحالة الاِقتصادية للمجتمع بأسره، من خلال خلق فرص عمل جديدة وتعزيز القوّة الشرائية لدى المستهلكين، ما يعودُ بالنفع على جميع أطياف المجتمع.
توفير فرص العمل والدعم المالي للفئات الفقيرة والمتضررة اقتصاديا
يُعدُّ رمضان المُبارك فرصةً مناسبة لتمويل الفقراء العاطلين عن العمل ودعمهم في إقامة المشاريع الصغيرة خلال الشهر، والتي يستمرُّ أثرها للأشهر أو حتى السنوات القادمة، إذ هناك العديد من برامج النقد مقابل العمل التي يمكن اِستثمار جهود الفقراء من خلالها.
تحسين الصحة والرعاية الطبية للمحتاجين في المجتمع
رغمَّ أنَّ الرعاية الصحية هي حاجةٌ ضروريّة لا تتعلّق بزمان ومكان، لكن يُمكننا اِستثمار تدفّق التبرعات في رمضان لإقامة المشاريع الطبية وتحسين المشافي والمستوصفات والمؤسسات الصحية، لا سيما في مخيمات اللاجئين والنازحين ممّن يعيشون في بيئة قاسية وسط اِنتشار الأوبئة والأمراض.
إليك أهم المستلزمات الصحية في مجتمعات اللاجئين:
- توفير الأدوية للمرضى، وخصوصاً أصحاب الأمراض المزمنة.
- إقامة العمليات الجراحية.
- توفير الأطراف الصناعية لذوي الاِحتياجات الخاصة.
- علاج أمراض ومشاكل سوء التغذية.
- توفير خدمات طب الأسنان وطب العيون.
- شراء اللقاحات والتطعيمات اللازمة للأطفال والبالغين.
التبرع للفقراء والمساكين في شهر رمضان
ندعوك للتبرع لصالح اللاجئين والنازحين في سوريا عبر الرابطة الطبية للمغتربين السوريين SEMA، التي تُعتبر من أوائل المنظمات الإغاثية التي اِنطلقت لتقديم يدِ العون للمتضررين في سوريا.
لا تفوّت فرصة اِغتنام الأجر والثواب في رمضان، فعن أنس رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال:
(أفضل الصدقة صدقة في رمضان) [جامع الترمذي – 663].
الأسئلة الشائعة
ما هي المشاريع الخيرية في رمضان؟
من بين المشاريع الخيرية في رمضان:
-موائد إفطار الصائمين.
-سقيا الماء وحفر الآبار في المناطق النائية.
-التبرع بالسلال الغذائية الرمضانية.
-دعم وتمويل المشاريع الصغيرة للفقراء في رمضان.
ما هي الأعمال الخيرية التي يقوم بها المسلم في رمضان؟
من الأعمال الخيرية التي يقوم بها المسلم في رمضان:
-تقديم المساعدات النقدية للفقراء.
-شراء الملابس الجديدة للأطفال واليتامى.
-إقامة موائد إفطار الصائمين.
كيف نساعد المحتاجين في رمضان؟
يمكننا أن نساعد المحتاجين في رمضان من خلال تقديم التبرعات النقدية والعينيّة لهم إما بشكل مباشر أو من خلال الاستعانة بالمؤسسات الخيرية والمنظمات الإغاثية.
ما أكثر ما يستحب فعله في شهر رمضان؟
أكثر ما يستحب فعله في شهر رمضان هو الإكثار من الصدقات مهما كانت قيمتها.