قال الله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) (سورة التوبة.60).
معنى الزكاة في الإسلام
يوجد في الإسلام خمسة أركان أساسية وهي؛ شهادة ألَّا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان، والحج لما اِستطاع إليه سبيلا. ومن الواجب على كل مسلم أن يلتزم بهذه الأركان الخمسة.
الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام الذي يأمر الإنسان بالتصدق وإعطاء جزء من المال للفقراء والمحتاجين. وهي عمل خيري إلزامي يهدف إلى دعم الفئات الأكثر فقراً في المجتمع. لأن التبرع بالمال للفقراء ينقي مال الأغنياء ويكفي الفقراء وعائلاتهم بتلبية اِحتياجاتهم الأساسية.
شروط الزكاة
للزكاة أهمية كبرى مما أدى إلى وجود قانون للزكاة وشروط محكمة لها، وشروط وجوب الزكاة هي:
- الإسلام: لا تجب الزكاة إلا على المسلم، فهي لا تقبل من الكافر.
- الحرية: لا تجب الزكاة على العبد، لأنه لا يملك شيئاً.
- الحلال: لابد أن يكون المال حلالاً.
- الملك التام: أن يكون المال مملوكاً لصاحبه بأكمله مُلكاً تاماً.
- النماء: أن يكون المال في نماء أو يكون قابلاً للزيادة، كالأنعام التي تتوالد والزروع التي تثمر.
- الحول: أن يمر سنة هجرية كاملة على اِمتلاك المال. ويكون هذا الشرط في جميع أنواع الأموال الزكوية، عدا عن الزروع والثمار فتجب عند الحصاد.
- الفائض عن الحوائج الأصلية: أن يكون من المال الفائض عن الحاجات الأصلية والضرورية كالمأكل والمشرب والملبس والسكن وكل ما هو ضروري للعيش.
- النصاب: ملك وبلوغ النصاب، ويختلف حسب نوع المال الزكوي.
- أن لا يكون على المال دين.
نصاب الزكاة
النصاب هو قيمة الحد الأدنى الذي إذا مرَّ عليه عام كامل، وهي عند المسلم ولم تنقص، وجب إخراج زكاة عنها، وهو يختلف باِختلاف أنواع المال:
- يبلغ نِصاب الذهب عشرين مثقالاً، ولا تجب الزكاة في أقلّ من ذلك؛ اِستدلالاً بما ورد عن أمّ المؤمنين السيّدة عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (كانَ يأخذُ من كلِّ عشرينَ ديناراً فصاعداً نِصفَ دينارٍ ومنَ الأربعينَ ديناراً ديناراً).
- ويبلغ نِصاب الفضّة خمسَمئةٍ وخمسة وتسعين غراماً من الفضّة الخالصة، وهي ما تُعرَف بالفضّة ذات عيار ألفٍ.
- أما زكاة الأوراق النقديّة، يتمّ تحديده قِياساً على سِعر الذهب أو الفضّة؛ إذ يتمّ إجراء عملية الضرب الحسابيّة بين نِصاب الذهب، وسِعره، فإن كان نِصاب الذهب يبلغ خمسة وثمانين غراماً، مع فَرْض أنّ سِعر غرام الذهب يبلغ خمسة وثلاثين ديناراً مثلاً، فإنّ نِصاب الأوراق النقديّة يُساوي ألفَين وتسعمئةٍ وخمسة وسبعين ديناراً.
- نِصاب عروض التجارة، يُقاس على نِصاب الذهب أو الفضّة؛ فإن اِمتلكَ المسلم بضاعةً، وقُدِّر ثمنها بالعملة المَحلّية، وكانت قيمتها مُساويةً لثمن خمسةٍ وثمانين غراماً من الذهب، فقد وجبَت فيها الزكاة.
مقدار دفع الزكاة
الزكاة هي فريضة على كل مسلم عاقل قادر مكلَّف، نصابها المعلوم هو 2.5% من إجمالي المملوكات والثروة إذا مرَّ عليها عام. وطريقة حساب الزكاة للأوراق النقدية: أن تخرج من كل ألف منها 25، فإذا كانت عشرة آلاف فإن زكاتها= 250.
تاريخ استحقاق دفع الزكاة – الحول
يجب إخراج زكاة المال بعد مرور حول قمري كامل من بلوغ النصاب، فإذا اكتمل العام في أول الشهر وجب إخراجها في أوله، وإذا لم يكتمل إلا في وسطه أو آخره لم يجب إخراجها قبل ذلك.
أنواع الزكاة
هناك عدد من أنواع الزكاة التي يجب على المسلم إخراج الزكاة فيها، وهي:
زكاة المال
يجب إخراج الزكاة على النقود سواء كانت هذه النقود مسبوكةً، أو مضروبةً. وتتم عن طريق تقسيم مجموع المبلغ المراد إخراج زكاته على 40، لنفترض أن المبلغ المراد إخراج الزكاة منه هو 100.000 دولار، تحسب الزكاة كالآتي: 100.000/40 = 2500 دولار.
زكاة الذهب
إن الذهب والفضة من أنواع الزكاة التي أمرنا الله تعالى بها، ومن الشروط التي تجب عندها الزكاة في الذهب والفضة:
- أن يبلغ النصاب وهو ما يساوي 85 جراماً من الذهب الخالص عيار 24 ,فلو كان أقل من ذلك فلا تجب زكاته حتى نعيده إلى أصله.
- أن يحول عليه الحول وهي سنة قمرية كاملة.
- الملكية التامة، وأن تعود لمسلم حر.
زكاة الزرع والثمار
أن النصاب التي تجب فيها الزكاة من الثمار والزروع هو خمسة أوسق بمعيار الكيل، والوسق الواحد ستون صاعاً، والصاع يساوي كيلوين وأربعين جراماً من البر الجيد، فالإناء الذي يمتلئ بهذا القدر من البر هو الصاع، فالنصاب إذاً ثلاثمائة صاع، والقدر الذي يجب إخراجه هو نصف العشر، إن كان السقي بكلفة، وإن كان بغير كلفة كالسقي بماء المطر، فيجب إخراج العشر أي عشر المحصول إذا بلغ النصاب.
لإخراج زكاة الثمار يجب أن تتوفر فيها شروط الزكاة:
- أن تكون خارجة من أرض صاحب الزكاة.
- أن تبلغ النصاب، ومقداره خمسة أوسق، وهي ما تعادل (612) كيلوغرام تقريباً.
زكاة الأصول
تشمل الأصول المستغلة أي شيء مؤجر من أجل الربح، مثل المباني السكنية أو المعدات أو وسائل النقل. وتشمل أيضاً الحيوانات المنتجة مثل الأغنام للصوف، أو أبقار للحليب، أو نحل للعسل. أما الأصول السائلة هي سلع يمكن بيعها بسهولة، لتحقيق الربح عادة. تجب الزكاة مرة واحدة فقط في السنة الزكوية، وتناسب جميع شروط الزكاة الأخرى من أي أموال أخرى تجب عليها الزكاة.
زكاة الأسهم والاستثمار
السهم عبارة عن جزء من رأس مال الشركة، وصاحب السهم يُعد شريكاً في الشركة, أي مالكاً لجزء من أموالها بنسبة عدد أسهمه إلى مجموع أسهم الشركة. ولذلك إذا اتخذ أسهمه للمتاجرة بها بيعاً وشراءً فالزكاة الواجبة فيها هي ربع العشر(2.5%) من القيمة السوقية يوم وجوب الزكاة, كسائر عروض التجارة.
زكاة المعاش والأموال المدخرة
تجب الزكاة في حالة بلغ المال المدخر من الراتب النصاب، وحال عليه الحول. وأما المال المدخر المودع في البنك إذا بلغ النصاب ومقداره ما يعادل قيمته 85 جراماً من الذهب، ومر على هذا المال سنة هجرية -قمرية- فتخرج زكاة المال بواقع 2.5%.
مستحقي الزكاة
قد فرض الله -تعالى- الزكاة على الأغنياء، وأمرهم بدفعها بعد حسابها إلى ثمانيّة أصناف في القرآن الكريم. قال الله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.
- الفقراء: هم الذين لا يجدون كفايتهم.
- المساكين: الأشخاص الذين يملكون من المال القليل.
- العاملون عليها: هم الذين يوظّفهم الحاكم، للقيام بجمع أموال الزّكاة، وتوزيعها لمُستحقّيها.
- المؤلفة قلوبهم: هم المراد تأليف قلوبهم على الإسلام أو تثبيتها عليه لضعف إسلامهم.
- الرقاب: هم الأرقاء والعبيد.
- الغارمين: هم الذين تحملوا الديون وتعذّر عليهم أداؤها.
- في سبيل الله: المجاهدون الذين خرجوا لقتال العدو لإعلاء كلمة الله.
- ابن السبيل: هو المسافر الذي اِنقطع عن بلده ونفذت نفقته.
غير المستحق للزكاة
- الغني والقوي القادرُ على الكسب.
- كل من اِنتسب إليه المزكي أو اِنتسب إلى المزكي بالولادة؛ الأُصول والفُروع والزوجة، ومن تجبُ على الإنسان نفقته.
- غير المسلم من غير المؤلفة قُلوبهم (الكافرون).
- الفاسق المبتدع.
أثر الزكاة
إن فوائد الزكاة عظيم على الفرد وعلى المجتمع، فهي مواساة بين المسلمين بعضهم لبعض، يواسي الغني الفقير، ويعطيه من ماله ما يعينه على حاجاته، وتؤلف بها القلوب، ففيها مصالح. ولهذا شرعها الله عز وجل لما فيها من مصالح عظيمة على الفرد والمجتمع.
أثر الزكاة على الفرد
- الزكاة تُطَهر صاحبها من الشح وتُحرره من عبودية المال. قال تعالى: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِه فأولئك هُمُ المُفلِحُون} [سورة الحشر: 9].
- الزكاة تدريب على الإحسان والإِنفاق في سبيل الله.
- الزكاة شكر لنعمة الله، وعلاج للقلب من حب الدنيا، وتزكية للنفس. قال تعالى: { خُذْ من أموالِهم صَدَقةً تُطَهِّرهُم وتُزكِّيهم بها… } [التوبة: 103].
أثر الزكاة على المجتمع
- تحسين الوضع الاِجتماعي والمعيشي للمحتاج، حيث تخفف من الفقر في المجتمع، وتساعد على المساواة الاِقتصادية.
- للزكاة دور مهم في تنشيط الحركة الاِقتصادية؛ لأن المسلم إذا كنز ماله فهو مضطر لأن يدفع الزكاة عنه بمقدار أدناه 2.5% كل سنة، مما يؤدي إلى نفادِه.
- تؤدي الزكاة إلى تقليل الفوارق بين الناس. إن الإسلام يُقر التفاوت في الأرزاق.
- للزكاة دَور كبير في القَضاء على التسول، وزيادة مستوى الأمان في المجتمع.
تبرع بزكاة المال للمهجرين والنازحين
يحتاج النازحون واللاجئون إلى العديد من الدعم والمساعدة، حتى يستطيعوا عيش حياة طبيعية. يمكننا تقديم المساعدات المادية للنازحين واللاجئين كإخراج الصدقات و التبرع بالزكاة لهم.
إذ يجوز إعطاء الصدقات للنازحين واللاجئين باِعتبارهم فقراء “فقد خرجوا من أهلهم وديارهم وأصبحوا من العابرين للسبيل ومن ثم فهم يستحقون الزكاة بطريقين: طريق الفقراء، وباِعتبارهم عابري سبيل، وهما من مصارف الزكاة التي نص عليها الإسلام.
الأسئلة الشائعة
ما حكم الزكاة وما هي شروطها؟
للزكاة أهمية كبرى مما أدى إلى وجود قانون للزكاة وشروط محكمة لها، وشروط وجوب الزكاة هي:
أن يكون الشخص مسلماً حراً.
أن يكون المال حلالاً وملكاً تاماً لصاحبه.
أن يكون ذو نماء.
أن يحول عليه الحول.
أن يكون فائضاً عن الحوائج الأصلية.
أن يبلغ النصاب.
أن لا يكون على المال دين.
ما هي الزكاة وأنواعها؟
الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام الذي يأمر الإنسان بالتصدق وإعطاء جزء من المال للفقراء والمحتاجين. وهي عمل خيري إلزامي يهدف إلى دعم الفئات الأكثر فقراً في المجتمع. أنواعها:
زكاة المال.
زكاة الذهب.
زكاة الزروع والثمار.
زكاة الأصول.
زكاة الأسهم والاِستثمار.
ما هي الزكاة وكيف يخرجها المسلم؟
الزكاة هي فريضة على كل مسلم عاقل قادر مكلَّف، نصابها المعلوم هو 2.5% من إجمالي المملوكات والثروة إذا مرَّ عليها عام. وطريقة حساب الزكاة للأوراق النقدية: أن تخرج من كل ألف منها= 25، فإذا كانت عشرة آلاف= زكاتها 250.
ما هو نصاب الزكاة لعام 2024؟
زكاة المال نصابها ثابت وهو ما يعادل 85 غرام من الذهب الخالص عيار ٢٤غرام. فإن بلغ المال حد النصاب أو زاد عنه، وحال عليه الحول (السنة القمرية) يتم إخراج 2.5% زكاة عن ذلك المال.
من هم الأشخاص الذين لا يستحقون الزكاة؟
الغني والقوي القادرُ على الكسب.
كل من اِنتسب إليه المزكي أو اِنتسب إلى المزكي بالولادة؛ الأُصول والفُروع والزوجة، ومن تجبُ على الإنسان نفقته.
غير المسلم من غير المؤلفة قُلوبهم (الكافرون).
الفاسق المبتدع.
متى تسقط زكاة المال؟
تسقط زكاة المال ما لم يبلغ المال حد النصاب عند حول الحول.