برنامج إعادة تأهيل الأطفال
إنّ الهدف الرئيسي لبرامج إعادة التأهيل هو مساعدة أطفال المخيمات الذين يعانون من الإعاقات الجسديّة أو المشاكل السلوكيّة والمعرفية، التي رافقتهم منذ الولادة أو ظهرت في المراحل العمريّة المتقدّمة، من خلال تعزيز قدراتهم ورفع كفاءتهم في أداء المهام اليوميّة، وذلك عن طريق تشخيص حالة الطفل وتقييمها ورسم خطّة ممنهجة علاجيّة قد تستمر لبضعة سنوات.
الحالات الواجب تطبيق إعادة تأهيل الطفل فيها
تعمل كوادر الرابطة الطبية للمغتربين السوريين من العاملين في مجال التدريب والتأهيل على علاج مختلف الإعاقات والحالات المعقّدة، للنهوض بصحّة الطفل الجسدية والنفسية وتأهيله للاِندماج في المجتمع من جديد. فيما يلي أبرز الحالات التي تستوجب تطبيق العلاج المكثّف فيها:
- حالات الشلل الدماغي.
- الإصابة بداء الصّرع ونوبات التشنّج.
- ضمور العضلات الناتج عن طفرات جينيّة.
- إصابات الضفيرة العضديّة.
- تشقق العمود الفقري (السِّنسِنة المشقوقة).
- اِضطرابات فرط الحركة وتشتت الاِنتباه.
- مشاكل عصبيّة في الدماغ والحبل الشوكي.
- الحالات المرتبطة بإصابة الحبل الشوكي.
- إصابات الدماغ الرضيّة؛ الناتجة عن الضربات القاسية على الرأس.
- مشاكل اللغة وعسر النطق والقراءة.
- فقد أحد الأطراف.
- الآلام المزمنة.
أساليب وطرق إعادة تأهيل الطفل
تختلف الأساليب المتّبعة في مسيرة علاج الطفل اِختلاف حالته الصحيّة وعوامل الخطر عنده، فهناك أنواع معيّنة من الإعاقاتٌ العقليّة أو الجسديّة التي تحتاج للعلاج الدوري بالاِستعانة بالأجهزة الطبيّة المعقدة مثل المقاعد الداعمة أو أدوات العلاج العصبي، بينما لا تتطلّبُ بعض المشاكل الإدراكيّة الأُخرى سوى إخضاع الطفل للعلاج المكثّف وفق جلسات متتالية على يد المُعالج المختص.
تمارين إعادة التأهيل
يوصي الأطباء بممارسة تمارين إعادة التأهيل التالية:
- العلاج العصبي التخصّصي.
- أداء تمارين العلاج المائي والسباحة العلاجيّة.
- ممارسة التمارين الرياضيّة والمعالجات الفيزيائيّة.
- مشاركة الطفل في الألعاب التفاعليّة الذهنيّة.
- الأنشطة الترفيهيّة كالغناء واللعب بالدُمى.
- الأنشطة الفنيّة كالرسم والتلوين والعزف.
مقعد الوقوف لإعادة التأهيل
يحتاج ملايين اللاجئين من الأطفال والبالغين الذين يعانون من مشاكل عضلية أو عظمية أو عصبيّة تمنعهم من الوقوف أو المشي، إلى الحصول على مقاعد الوقوف المخصصة لإعادة التأهيل، الذي يُساعد على تحسين قدراتهم وحمايتهم من الإصابة بمضاعفاتٍ خطيرة، لا سيما أصحاب الشلل الدماغي والإعاقات الجسدية الجسيمة.
تبرزُ فوائد مقعد الوقوف في النقاط التالية:
- زيادة كثافة العِظام وتحسين بنيتها، وتقليل خطر الإصابة بالكسور.
- تقوية هيكل الطفل، وتعزيز القدرة على الوقوف لفترات أطول.
- الحماية من حدوث مشاكل الورك مثل؛ الخلع أو الاِنزياح.
- الحفاظ على مرونة العضلات.
- تحسين الدورة الدمويّة والتنفّس.
- تسهيل حركة الأمعاء والهضم.
- تحسين الحالة النفسيّة للمريض.
أهمية توقيت بدء العلاج لإعادة تأهيل الطفل
لا شكّ أنَّ التشخيص المبكّر للمرض والبدء الفوريّ في رحلة العلاج، له دورٌ كبير في السيطرة على المرض ومنع تفاقمه والحصول على نتائج إيجابية عظيمة. لذلك يجب على الأهالي اِتّخاذ الإجراءات المناسبة بمجرّد الاِنتباه لوجود خللٍ في الحالة العقلية أو الجسديّة لطفلهم، فعليهما مراقبته عن كثب ومشاركة الطبيب في حال راودتهم أيّة شكوك حول صحّة الطفل.
الأطفال الرضع من عمر شهر حتى سنة
هناك بعض العلامات التحذيريّة التي تُساعد الوالدين على رصدِ وجود خطأ ما لدى الطفل الرضيع في السنة الأولى، ويجب إخبار الطبيب في حال ملاحظتها.
- خلال الأشهر الثلاثة الأولى:
- لم يُظهر الطفل أي تحسّن في التحكم بالرأس.
- لا يُبدي أي ردّات فعل تجاه الأصوات العالية.
- لا يبتسم عند سماع صوت أمّه أو عند مداعبته.
- لا يتتبع حركة الأجسام بعينيه.
- لا يمسك الأشياء ويسيطر عليها.
- من سن (4) إلى (6) شهور:
- تراخي العضلات أو تصلّبها المُفرط.
- يُمسك الأشياء بيد واحدة فقط.
- لم يُظهر أيّ تحسّن في السيطرة على الرأس.
- لا يستجيب إلى الأصوات العالية المفاجئة.
- لا يصل إلى الأشياء ولا يضعها في فمه.
- لا يحاول الالتفاف أو الجلوس.
- دوران عيونه إلى الداخل والخارج باستمرار.
- لا يُتمتم.
- من سن (7) إلى (9) شهور:
- لا يتدحرج في أي اتجاه أو يجلس بمساعدة.
- لا يتحمّل بعض الوزن على ساقيه.
- لا يُحاول جذب الانتباه.
- لا تصدر عنه مناغاة.
- لا يُظهر أي اهتمام بألعاب الاختباء.
- من سن (10) إلى (12) شهر:
- لم يبدأ بالزحف.
- لم يستطع الوقوف رغم المساعدة.
- لا يستخدم الإيماءات مثل التلويح أو هز الرأس.
- لا يثرثر أو يحاول نطق الكلمات مثل “ماما” أو “بابا”.
- لا يُشير إلى الأغراض أو الصور المُلفتة.
تقنيات إعادة تأهيل الأطفال
يتطوّر مجال إعادة التأهيل على نحوٍ متسارع، ممّا يُبشّر بزيادة فرص التعافي لملايين الأطفال من ذوي الإعاقة، من خلال توظيف التكنولوجيا والتقنيات المبتكرة حديثاً في إعادة التأهيل مثل اِستخدام الروبوتات التي تُساعد أطفال على المشي والتمارين الحركيّة.
بالإضافة لتطوير التجهيزات الطبيّة المعقّدة التي تجمع بين عِلم الأعصاب وجراحة العظام وطب الأطفال والأورام وغيرهم، فتكون النتيجة هي توفير رعاية منسّقة وتنظيم الوظائف الحيويّة للطفل في آن معاً.
الفرق بين إعادة تأهيل الأطفال والبالغين
تختلفُ الطرق المتّبعة في إعادة تأهيل الأطفال بالمقارنة مع كبار السن، ويعود ذلك إلى اِختلاف طبيعة المرض بين كلٍّ منهما والهدف المرجو من هذا العلاج، إذ يمكننا إقناع البالغين بالخضوع لتمارين معيّنة والمواظبة عليها، بينما يصعبُ تحقيق ذلك مع الأطفال.
لذلك، يرى خُبراء إعادة تأهيل الأطفال أنَّ جعل العلاج على هيئة أنشطةٍ وألعاب ترفيهيّة، من شأنه التركيز على نقاط القوّة لدى الطفل وتنميتها، والتغلّب على نقاط ضعفه ومساعدته على كسر الحواجز التي يواجهها في حياته اليوميّة.
معاناة اللاجئين في الحصول على خدمات إعادة التأهيل
يعيش ملايين اللاجئين في مخيمات متهالكة وسط ظروفٍ معيشية لا تصلح للعيش البشري، يعانون نقص الموارد وسوء الرعاية على جميع المستويات، إذ يواجهون نقص الغذاء واِنعدام النظافة وصعوبة الوصول للخدمات الصحيّة البسيطة، فما هو حال من هم بحاجة للرعاية الخاصّة؟
خلّفت الحرب الطاحنة آلاف المصابين بالإعاقات الجسدية المختلفة والأزمات النفسية الخانقة، وهم بأمسّ الحاجة لتلقّي خدمات الرعاية وإعادة التأهيل وتوفير المعدّات الطبيّة اللازمة لإعانتهم مثل الكراسي المتحركة والأطراف الصناعية وسمّاعات الأذن الخاصة والمزيد..
منظمة سيما وإعادة تأهيل الأطفال اللاجئين
قد كانت الرابطة الطبية للمغتربين السوريين “SEMA” من أوائل المنظمات الإغاثية التي هبّت لتقديم يد العون للأهالي المستضعفين من خلال دعم قطّاع الرعاية الصحيّة وتحسين الحالة الصحيّة للاجئين، ولطالما كان الأطفال أولويةً قصوى بالنسبة لنا، لذلك تنشط برامج إعادة التأهيل لدينا على المستويات التالية:
تأهيل الأطفال المعاقين
على مدى السنوات المنصرمة، لم تتوقف مشاريعنا الموجّهة للعناية بالأطفال المعاقين، اِنطلاقاً من إقامة سلسلة من التدريبات عبر حقيبة تدريبية موجهة إلى مدراء الحالات وفرق الحماية في المنظمات المعنيّة بقطاع حماية الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وصولاً إلى اِفتتاح مجموعة من المراكز المتخصصة في تركيب الأطراف الصناعية ومساعدة فاقدي الأطراف وإعادة تأهيلهم جسدياً ونفسياً بشكل مجاني وتوفير الكراسي المتحركة العادية والكهربائية.
تأهيل الاطفال المتاخرين بالنطق
كما أنّنا نولي أهميّة خاصة لإعادة تأهيل الأطفال المصابين بمشاكل النطق وصعوبة الاِستيعاب واِضطرابات التواصل، من خلال إخضاع الطفل لجلسات العلاج المنتظمة على أيدي الأخصائيين في مراكزنا المؤهلة.
تأهيل ضعف السمع وتركيب السماعات للأطفال
خلال ما يزيد عن عقدٍ من الزمان، كانت لسيما مجموعةً من التجارب المميّزة في توفير السماعات الطبيّة لمئات الأطفال اللاجئين في مناطق عديدة، ومساعدتهم على سماع ما يجري من حولهم ومواصلة تعليمهم واللعب مع أصدقائهم والاِندماج في المجتمع بروحٍ جديدة.
الأسئلة الشائعة
ما الذي تقدمه منظمة سيما لبرامج إعادة تأهيل الطفل؟
تساهم منظمة سيما العالمية في إقامة برامج إعادة تأهيل الطفل مثل:
تأهيل ضعف السمع وتركيب السماعات للأطفال.
تأهيل الاطفال المتاخرين بالنطق.
تأهيل الأطفال المعاقين.
من هم الأطفال الذين بحاجة لإعادة تأهيل؟
هم الأطفال الذين يعانون من الإعاقات الجسديّة أو المشاكل السلوكيّة والمعرفية، التي رافقتهم منذ الولادة أو ظهرت في المراحل العمريّة المتقدّمة.
ما هي المدة اللازمة لإعادة تأهيل الطفل؟
تعتمد المدة اللازمة لإعادة تأهيل الطفل على نوع الإصابة وشدتها وعلى عُمر الطفل ومدى فاعلية العلاج، إذ يمكن أن تتراوح من بضعة أسابيع إلى بضعة سنوات.
ما المقصود بالتأهيل وإعادة التأهيل؟
يشير مصطلح التأهيل وإعادة التأهيل إلى مساعدة الأشخاص الذين يعانون من الإعاقات جسديّة أو المشاكل السلوكيّة والمعرفية، من خلال تعزيز قدراتهم ومهاراتهم، عن طريق تشخيص حالة الطفل وتقييمها ورسم خطّة ممنهجة علاجيّة قد تستمر لبضعة سنوات.