لإكمال تبرعك ، يرجى تسجيل الدخول أو الاستمرار كضيف تسجيل الدخول
شارك عبر

تُعدُ الصحة النفسية للأطفال اللاجئين من الأمور المؤثرة بدرجة كبيرة على تطورهم العقلي والنفسي ونموهم الجسدي.

ولعل هؤلاء الأطفال قد عايشوا أموراً حياتية صعبة ما أثَّر سلباً على طفولتهم، فضلاً عن تعرضهم لكثير من التجارب السلبية لم يتعرض لها أقرانهم، نتيجة للحروب والنزاعات التي أدت إلى نزحوهم، ولجوئهم إلى المُخميات والبلدان الأخرى. 

إن تلك الفئة من الأطفال بحاجة إلى خدمات الدعم النفسي العاجلة لمُساعدتهم على تخطي التحديات النفسية التي يمرون بها.

نتطرق في هذا المقال  بشكل تفصيلي لموضوع الصحة النفسية للأطفال اللاجئين وتأثيرها على صحتهم الجسدية، ونُسلط الضوء في الفقرات القادمة على التحديات التي يمرون بها وكذلك أدوات الدعم النفسي الضرورية لمساعدتهم.

 كما يُناقش المقال بشكل خاص جهود الرابطة الطبية للمغتربين السوريين “سيما” في مجال تقديم الدعم لتلك الفئة من الأطفال وعوائلهم.

أهمية العناية بصحة الأطفال اللاجئين النفسية

تُعدُ الصحة العقلية والنفسية للأطفال اللاجئين ذات أهمية كبيرة لأنها تؤثر على صحتهم العامة، وغالبًا ما يتعرض الأطفال اللاجئون لأحداث وتجارب مؤلمة، يمكن أن تؤدي إلى مشكلات صحية عقلية ونفسية طويلة الأمد.

كما يُمكن لمشكلات الصحة العقلية والنفسية أن تزيد من خطر الإصابة بمشاكل جسدية خطيرة، فضلاً عن زيادة خطر الإصابة بالمشاكل الاجتماعية والنفسية.

يمكن أن تُساهم رعاية صحة الطفل اللاجئ العقلية والنفسية في ضمان قدرتهم على التكيف مع الضغوط والصدمات التي يتعرضون لها بسبب نزوحهم، كما يُمكن أن تقلل من خطر الإصابة بمشاكل طويلة الأمد.

 إن الرعاية الصحية العقلية والنفسية توفر الدعم النفسي اللازم للطفل وعائلته ومساعدتهم في التكيف مع بيئتهم الجديدة والعيش حياة صحية ومنتجة.

الصحة النفسية للأطفال اللاجئين وعلاقتها بالصحة الجسدية

إن الصحة العقلية والنفسية للأطفال اللاجئين ترتبط ارتباطاً وثيقاً بصحتهم الجسدية، ذلك لأن وجود مشاكل صحية عقلية يؤثر تأثيراً مُباشراً على الصحة الجسدية، مثل زيادةٍ في هرمونات الإجهاد التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بأمراض جسدية.

 إن العناية بصحة الأطفال اللاجئين العقلية والنفسية مهم للغاية لضمان تطورهم ونموهم بشكل آمن، إذ يُمكن أن يُساعدهم ذلك في التكيف مع صدمات النزوح، والتأقلم بشكل أسهل، ونضوجهم بشكل صحي عند البلوغ.

وعلاوة على ذلك، يمكن أن تساعد الرعاية الصحية العقلية والنفسية في الوقاية من المشاكل النفسية طويلة الأمد للأطفال اللاجئين، مثل الاكتئاب والقلق، والتي يمكن أن تؤثر بدرجة كبيرة على صحتهم الجسدية والعاطفية.

أطفال يشعرون بالسعادة

العوامل المؤثرة في الصحة النفسية للأطفال اللاجئين

لا شك أن هُناك الكثير من العوامل المؤثرة في الصحة النفسية للأطفال اللاجئين، نذكُر منها ما يلي:

1. فقدان الوطن: يؤدي فقدان الوطن إلى الشعور بالحزن والخوف والذنب والارتباك، كل تلك المشاعر تتفاقم بسبب صعوبة التكيف مع ثقافة ولغة وبيئة جديدة.

2. العزلة: العزلة تؤدي إلى القلق والاكتئاب وصعوبة تكوين صداقات جديدة، أو إقامة علاقات مع الأقران بسبب عدم الاعتياد على البيئة الجديدة.

3. الحواجز اللغوية والثقافية: تلك الحواجز تؤدي إلى صعوبة في التواصل، وصعوبة الحصول على فرص التعليم والعمل، ومشاعر الاغتراب الناجمة عن عدم القدرة على التفاعل مع الثقافة الجديدة.

4. التعرض للصدمات النفسية: اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق بسبب الأحداث التي تعرض لها الأطفال اللاجئين خلال النزوح، أو إعادة التوطين، تتسبب في صعوبة تكوين علاقات وثيقة مع الناس، كما تتسبب في صعوبة النوم وحدوث الكوابيس والاضطرابات وصعوبة التركيز.

طفلة لاجئة تشعر بالحزن والوحدة

التحديات التي تواجه الأطفال اللاجئين في فترة النزوح

هناك الكثير من التحديات التي تواجه الأطفال اللاجئين نتيجة لتعرُضهم للنزوح أو اللجوء من وطنهم إلى دول أخرى، من هذه التحديات:

التحديات النفسية

تتنوع الصدمات النفسية التي تُصيب أطفال اللاجئين، ومن أهم تلك الصدمات:

1. الصدمة: يمكن للأطفال اللاجئين أن يعانوا من مجموعة من اضطرابات الصحة العقلية والنفسية، نتيجة للتجارب الصادمة التي تعرضوا لها، مثل الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة واضطراب التكيف.

2. فقدان الهوية: يمكن للأطفال اللاجئين أن يشعروا بفقدان هويتهم، بسبب انتزاعهم من منازلهم ومجتمعاتهم، ويمكن أن يتجلى ذلك في حدوث مشاعر الارتباك وعدم الأمان والاغتراب.

3. الحواجز اللغوية: يمكن أن تتسبب الحواجز اللغوية صعوبات كبيرة في التواصل وتعرقل الاندماج الاجتماعي في بلد جديد.

4. نقص الدعم: غالباً ما يفتقر أطفال اللاجئين إلى الشبكات الاجتماعية الداعمة، التي يحتاجونها للتكيف مع التحديات في بيئة جديدة.

5. صعوبة الوصول إلى الخدمات: قد يجد أطفال اللاجئين صعوبة في الوصول إلى الخدمات الصحية العقلية والنفسية بسبب الحواجز اللغوية والثقافية وعدم الوعي بالخدمات المتاحة.

6. الخوف من المستقبل: قد يشعر الأطفال اللاجئون بالخوف، وعدم اليقين بشأن المستقبل وقدرتهم على التأقلم، وتكوين صداقات وعلاقات قوية مع أقرانهم في المُجتمع الجديد.

طفل لاجىء يشعر بالخوف والوحدة

التحديات الاجتماعية

تتضمن التحديات الاجتماعية التي يُعاني منها أطفال اللاجئين ما يلي:

1. محدودية الوصول إلى التعليم: غالباً ما يفتقر الأطفال اللاجئون إلى فرص التعليم بسبب الحواجز اللغوية، وقلة الموارد، والتهجير.

2. الصدمة والقضايا الصحية العقلية: في كثير من الأحيان، يتعرض الأطفال اللاجئون للصدمة نتيجة التهجير، ويمكن أن يعانوا من مشاكل صحية عقلية ونفسية، مثل الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة.

3. نقص الشبكات الاجتماعية الداعمة: غالباً ما يفتقر أطفال اللاجئين إلى نظام دعم قوي وفعَّال بسبب تهجيرهم من منازلهم، والعيش في ثقافات غير مألوفة، مما يؤدي إلى مشاعر العزلة.

4. الفقر: غالباً ما يُعاني أطفال اللاجئين من الفقر بسبب نقص الموارد، وفرص العمل، والمساعدة المالية.

5. التمييز: في كثير من الأحيان، يتعرض أطفال اللاجئين للتمييز بسبب خلفياتهم المختلفة والفروق الثقافية.

التحديات التعليمية

يوجد الكثير من التحديات التعليمية، التي تُعيق فرص حصول الأطفال اللاجئين على التعليم المُناسب، وتؤثر تأثيراً مُباشراً على تحصيلهم العلمي، تلك التحديات تتضمن ما يلي:

1.نقص الموارد: يؤدي نقص الموارد والفقر، الذي يُعاني منه الأطفال اللاجئين في المُخيمات، وكذلك في البُلدان المُضيفة إلى محدودية وصولهم إلى الفرص التعليمية المُناسبة.

2. الحواجز اللغوية: يمكن أن يصل أطفال اللاجئين إلى البُلدان المُضيفة، دون معرفة اللغة المحلية، مما يجعل من الصعب بالنسبة لهم الحصول على التعليم، والتواصل مع المعلمين والطلاب الآخرين.

3. الإجهاد والصدمة: يتعرض الأطفال في كثير من الأحيان للإجهاد والصدمة بسبب التهجير، مما يمكن أن يؤدي إلى صعوبات في الحصول على فرص تعليمية مُناسبة.

4. العنصرية: يمكن أن يتعرض أطفال اللاجئين للعنصرية، والاستبعاد الاجتماعي من قبل أقرانهم، بسبب خلفيتهم الثقافية، والحواجز اللغوية.

التحديات التي تواجه الأطفال اللاجئين للحصول على الرعاية النفسية اللازمة

تتضمن التحديات التي تواجه الأطفال اللاجئين للحصول على الرعاية النفسية اللازمة ما يلي:

1. نقص الخدمات الصحية: غالباً ما يفتقر أطفال اللاجئين إلى الوصول إلى الخدمات الصحية العقلية، بسبب عدم توافر المهنيين الصحيين النفسيين في مُخيمات النزوح، كما يفتقرون إلى الإمكانيات اللازمة للسفر إلى المرافق الصحية النفسية والموارد المادية للعلاج.

2. الفقر: يمكن أن يُشَكِّل الفقر عائقًا إضافيًا أمام الوصول إلى الرعاية الصحية العقلية للأطفال اللاجئيين، بسبب تكلفة الخدمات ونقص الموارد اللازمة للتنقل من وإلى مرافق ومنشآت الرعاية الصحية.

3. الحواجز الثقافية: تُعدُ الحواجز الثقافية تحديًا إضافيًا للأطفال اللاجئين يمنع وصولهم للرعاية النفسية اللازمة، وقد يفتقر المهنيون في الصحة النفسية إلى معرفة السياق الثقافي للأطفال اللاجئين الذين يعملون معهم، مما يجعل من الصعب تقديم رعاية مُناسبة لهم من الناحية الثقافية.

صحة الأطفال النفسية

كيفية دعم صحة الأطفال اللاجئين النفسية

يُمكن توفير الدعم النفسي اللازم للأطفال اللاجئين من خلال الآليات التالية:

1. توفير الخدمات الصحية النفسية المناسبة: يجب تصميم الخدمات الصحية بطريقة مُناسبة لتلبية الاحتياجات الفردية للأطفال اللاجئين وعائلاتهم، يمكن أن يتضمن ذلك تقديم الاستشارة، والعلاج النفسي، والأدوية، والتدخل في الأزمات وغيرها من الخدمات.

2. إنشاء مساحات آمنة وداعمة: يجب إنشاء مساحات آمنة وداعمة للأطفال اللاجئين، يمكن أن يشمل ذلك توفير فرص تعليمية، وأنشطة ترفيهية، أو الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية.

3. بناء العلاقات: يعتبر بناء العلاقات مع الأطفال اللاجئين أمرًا مهمًا في دعم صحتهم العقلية والنفسية، يشمل ذلك المعلمين، والمرشدين، والمدربين، أو غيرهم من البالغين الراغبين في تقديم الرعاية لتلك الفئة في المجتمع.

4. تعزيز المرونة: إن تعزيز مهارات التكيف والمرونة لدى الأطفال اللاجئين يُساهم في سهولة تعامُلهم مع مشاعر الإجهاد والصدمة، وتعليمهم مهارات حل المشكلات، والتواصل وتقنيات الاسترخاء.

5. تشجيع التعبير عن الذات: يُمكن تشجيع الأطفال اللاجئين على التعبير عن مشاعرهم وتجاربهم من خلال عدة تقنيات مثل كتابة المذكرات والفن أو غيرها من وسائل التعبير عن الذات.

9. زيادة مشاركة الأهل من خلال ورش العمل، والمبادرات الأخرى التي تساعد على تحسين فهمهم للنظام التعليمي المحلي، واحتياجات تعليم أطفالهم.

سيما وجهودها في مجال الصحة النفسية للاجئين

تُعنى مُنظمة سيما بتحسين الصحة النفسية للأطفال اللاجئين كأحد أهم أهدافها، ولذا فقد أنشأت مُنظمتنا مجموعة متنوعة من البرامج والمبادرات لمواجهة التحديات التي يواجهها هؤلاء الأطفال وأسرهم في مُخيمات النزوح والبلدان المُضيفة.

وتشمل تلك البرامج توفير الدعم النفسي، وتطوير الأنشطة النفسية وخلق مساحات آمنة للاجئين للتعامل مع مشاكل صحتهم النفسية.

ومما يجدر ذكره أن مُنظمة سيما تُقدم أيضاً الخدمات المختلفة مثل: المشورة والتعليم لعائلات اللاجئين، حتى يتمكنوا من فهم احتياجات أطفالهم ودعمها.

تسعى سيما إلى خلق بيئة آمنة وداعمة للأطفال اللاجئين وعوائلهم، حتى يتمكنوا من الوصول إلى الموارد والخدمات اللازمة، التي من شأنها أن تُسهم في تطورهم، كالخدمات الصحية والتعليمية.

لكننا بحاجة إلى مزيد من الدعم من أجل تطوير برامجنا ومبادراتنا، للوصول بخدماتنا إلى عدد أكبر من اللاجئين، ونحن بحاجة إلى دعمكم ليستمر عطائنا لتلك المجتمعات التي تفتقر لكثير من الضروريات والخدمات.

 فساهم معنا الآن من أجل تحسين حياة هؤلاء الأطفال اللاجئين والنازحين وتبرع من خلال الرابط التالي:

الأسئلة الشائعة

ما هو تعريف الصحة النفسية للطفل؟

تشمل الصحة النفسية للطفل كُلاً من الجوانب التالية: العواطف والمشاعر والسلوكيات والتفكير والتعلم والنمو الاجتماعي والعاطفي، والقدرة على التعامل مع التحديات والتغييرات في الحياة والتواصل مع الآخرين بشكل صحيح.

ما هو مفهوم الصحة النفسية؟

تعني الصحة النفسية للشخص عواطفه ومشاعره وتفكيره وتصرفاته وعلاقاته الاجتماعية وحالته الروحانية. وبشكل عام، فإن الصحة النفسية تتضمن القدرة على التعامل مع التحديات والضغوط والتغييرات في الحياة بشكل صحي، والتكيف معها بطريقة تسمح بالشعور بالرضا والسعادة والاستقرار العاطفي.

ما هي قواعد الصحة النفسية؟

تتضمن قواعد الصحة النفسية ما يلي:
1. العناية بالجسم والصحة العامة، بما في ذلك النوم الكافي وتناول الغذاء الصحي وممارسة النشاط البدني بانتظام.
2. التعامل مع التحديات والضغوط بشكل صحي، وذلك من خلال استخدام أدوات التحكم في الإجهاد والتركيز على الحلول بدلاً من المشكلات.
3. الحفاظ على العلاقات الاجتماعية الجيدة والتواصل مع الآخرين بشكل صحي، وذلك من خلال الاستماع الفعال وتوضيح المشاعر والاحترام المتبادل.

كيف يمكن تعزيز الصحة النفسية؟

هُناك عدة أمور يُمكن اتَّباعها لتعزيز الصحة النفسية، تلك الأمور تتضمن التالي:
1. التحدث مع الأشخاص المقربين والبحث عن الدعم النفسي عند الحاجة.
2. ممارسة النشاط البدني بانتظام، والتغذية السليمة والنوم الكافي.
3. تعلم تقنيات التحكم في الإجهاد والاسترخاء، مثل التأمل واليوغا والتمارين التنفسية.
4. تحديد الأهداف الشخصية والمهنية والعمل على تحقيقها بشكل يومي.
5. تطوير المهارات الاجتماعية والتواصل الفعال مع الآخرين

لنصنع لهم عالماً أفضل

Become A Volunteer
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة