الرعاية الطبية للاجئين
يواجه اللاجئون صعوبةً بالغة في الحصول على خدمات الرعاية الطبية، إذ يعود ذلك لمجموعة من الأسباب المعقّدة، على رأسها العوائق المالية واِنعدام المنشآت الصحية المؤهلّة، ونقص الأطباء واِنحسار الدعم النقدي والمساعدات الإنسانية المخصّصة للقطّاع الطبي.
إصابات العين الشائعة بين اللاجئين
يعيش ملايين اللاجئين داخل بيئة مأساوية تنتشر فيها الأمراض وتنعدم فيها النظافة والصحة، إلى جانب الضغوطات النفسية التي يتعرّضون لها يومياً، ولا شكّ أن اِجتماع هذه العوامل سيؤدّي لظهور الأمراض المختلفة في أجسامهم.
فحديثنا هنا حول الإصابات الشائعة التي تطرأ على عيون اللاجئين، عند تلقّي ضربة قاسية على العين أو دخول الأجسام الغريبة كالأوساخ والغبار داخلها، أو نتيجة الإجهاد والضغط النفسي والحزن وغيرها من الأمور السلبية.
الساد (المياه البيضاء)
إليك بعض المعلومات حول مشكلة المياه البيضاء أو كما تدعى “إعتام عدسة العين“:
- الماء الأبيض هو عتامة تصيب عدسة العين، مما يسبب ضعفاً تدريجياً في الرؤية دون الشعور بالألم.
- يعاني المصاب حساسيّة ضد الإنارة القوية مع ضعف في النظر ليلاً.
- قد تصاب عينٌ واحدة أو كلتا العينين معاً، ولا يمكن أن ينتقل من عين إلى أُخرى.
رغم أن الطريقة الوحيدة لعلاج المياه البيضاء هو إجراء عمل جراحي لاِستبدال العدسة التالفة بعدسة آمنة سليمة، إلّا أنها تُعتبر من العمليات البسيطة نسبيّاً، ودائماً ما تكون نسب نجاحها مرتفعة، إذ يمكن للمريض أن يغادر المستشفى في اليوم نفسه، ثم تبدأ الرؤية بالتحسّن خلال أيام.
الجلوكوما (المياه الزرقاء)
الزَرَق أو المياه الزرقاء أو المياه السوداء، مسمّياتٌ مختلفة تدلّ على واحد من أخطر أمراض العيون وأكثرها اِنتشاراً بين المرضى اللاجئين، الذي قد يظهر لدى جميع الأعمار، لكن كبار السن ممن تجاوزوا الـ (55) عاماً هم الأكثر عرضةً للإصابة. بالإضافة لبعض المسببات الأُخرى مثل:
- التعرّض للإصابة على العين أو ضعف الرؤية.
- وجود الأمراض المزمنة -كالضغط والسكري وأمراض القلب وفقر الدم- الشائعة بكثرة بين اللاجئين، نتيجة الظروف الصعبة التي يعيشونها.
- الإصابة بأمراض العين مثل ترقّق القرنية، واِنفصال الشبكية واِلتهابات وأورام العين.
- عوامل وراثية، ووجود تاريخ عائلي للمرض.
يتّبع أطباؤنا خطوات متسلسلة في عملية العلاج، تبدأ في إعطاء قطرات العين للحدِّ من الضغط داخل العين، ثم العلاج بالليزر لفتح الأقنية المسدودة، وفي بعض الحالات يكون العمل الجراحي هو السبيل الوحيد للشفاء.
زرع القرنية
يحتاج الكثير من اللاجئين لإجراء عمليات زراعة القرنية لكنهم عاجزون عن تحمّل تكاليفها. أمّا القرنية فهي السطح الشفاف للعين يكون على شكل قبّة، وهي الجزء الذي يدخل منه الضوء إلى العين وتلعب دوراً كبيراً في القدرة على الرؤية بوضوح.
تتكلّلُ معظم عمليات زراعة القرنية بالنجاح وتجعل حياة المريض أفضل حالاً، إذ يمكن أن يُعالج زرع القرنية عدداً من أمراض العين، منها:
- القرنية المخروطية.
- ترقُّق القرنية أو تمزقها.
- تندّب القرنية الناتج عن عدوى أو إصابة.
- قُرح القرنية التي لا تستجيب للعلاج الطبي.
- تورّم القرنية.
فتح مجرى الدمع
يُعاني بعض اللاجئين من مشاكل اِنسداد القنوات الدمعية، مما يسبب زيادة إفراز الدموع، وتهيّج العين واِحمرارها، بالإضافة إلى تورّم الجفون وضعف الرؤية، وقد تحدث هذه المشكلة في أي مرحلة من العمر.
أسباب اِنسداد القناة الدمعية:
- تلقّي ضربة قوية على العين، أو التعرّض للغبار والأوساخ.
- العيوب الخلقيّة، إذ يولد بعض الأطفال يعانون هذه المشكلة.
- المشاكل المرتبطة بالتقدّم في العمر.
- الأعراض الجانبية لبعض قطرات العيون.
- وجود ورم في الأنف أو في أي مكان على طول نظام تصريف الدموع يتسبّب في حدوث الاِنسداد.
عملية وعلاج الحَوَل
الحَوَل هو أحد مشاكل النظر التي تجعل العينين بحالة غير متوازنة، بحيث تتّجه العيون باتجاهات مختلفة، فيمكن أن تركّز إحدى العينين باتجاه الأمام، بينما تنحرف العين الأخرى للداخل أو للخارج أو للأعلى أو للأسفل.
تشيع هذه المشكلة بكثرة بين الأطفال لكنها قد تصيب البالغين أيضاً، وتكون عملية العلاج وفق عدّة خيارات:
- النظّارات الطبية: في الحالات البسيطة.
- تمارين العيون: قد تُساعد تمارين عضلات العين على تحسين الحالة.
- الجراحة: يتم من خلالها ضبط العينين بشكل صحيح.
أهمية إجراء جراحات العيون للاجئين
العين هي النافذة التي يطلُّ من خلالها الإنسان إلى الحياة، وإن فقدان هذه النعمة سيسبّب ألماً لا يوصف يرافق المريض مدى الحياة، وهذا ما يُهدّد آلاف اللاجئين الذين ذاقوا الأمرّين خلال سنوات الحرب الظالمة.
يحتاج بعض اللاجئين لإجراء العمليات الجراحية لعيونهم بشكل فوريّ وإلّا سيخسرون قدرتهم على النظر إلى الأبد.
ساعد اللاجئ في الحصول على رؤية أفضل للغد
نبذلُ قصارى جهودنا في الرابطة الطبية للمغتربين السوريين “SEMA” في توفير العلاج لآلاف المرضى في مناطق عديدة، وإجراء العمليات الجراحية العامّة وجراحة العظام والأعصاب، بالإضافة إلى جراحات الأذن والعيون وجراحة الفكّين، على يد مجموعة من الأطباء المتخصصين في مراكزنا المؤهلة.
ندعوك لمشاركتنا في رفع الألم عن أهالينا المستضعفين، وأن تكون سبباً في تغيير حياة المرضى اللاجئين وإعادة النور إليها، من خلال تبرّعك بتكاليف عمليات جراحة العيون للاجئين.
فهم اليوم باتوا الفئة الأضعف كونهم عاجزون عن تحمّل تكاليفها الباهظة، بعد أن فقدوا حصاد أعمارهم وأموالهم خلال رحلة النجاة من الموت.
الأسئلة الشائعة
متى تكون ضربة العين خطيرة؟
تكون ضربة العين خطيرة في حال اِسمرار العين وعدم توقّف الألم لفترة طويلة، أو في حالة حدوث تغبيش في الرؤية أو اِضطرابها، فعندها يجب الذهاب إلى المستشفى فوراً.
كم تكلف عملية زراعة القرنية؟
تُعتبر عملية زراعة القرنية من العمليات المُكلفة، إذ تتجاوز تكلفتها الـ (3000) دولار وربما تصل إلى (10,000) دولار في بعض الحالات، وهذا بالتأكيد ما يعجز اللاجئون وذويهم عن تأمينه.
عملية فتح مجرى الدمع هل هي خطيرة؟
غالباً ما تتكلل عمليات فتح مجرى الدمع بالنجاح، لكن ذلك لا ينفي اِحتمالية وجود بعض المضاعفات كما هو الحال في كافّة العمليات الجراحية.
هل يمكن الشفاء من الحَوَل؟
نعم، يمكن علاج الحَوَل باستخدام النظّارات الطبيّة أو تمارين عضلات العيون في الحالات البسيطة، أو اللجوء للعمل الجراحي في الحالات الأكثر تعقيداً.
هل عملية إزالة الماء الأبيض وزراعة العدسة آمنة؟
نعم، تُعتبر من العمليات البسيطة نسبيّاً، ودائماً ما تكون نسب نجاحها مرتفعة، إذ يمكن أن يغادر المريض المستشفى في اليوم نفسه، ثم تبدأ الرؤية بالتحسّن خلال بضعة أيام.