ما هي الصدقة؟ و ما الفرق بينها وبين الزكاة؟
الصدقة والزكاة هما مصطلحين مهمين في الإسلام وهما جزء من الأعمال الخيرية التي يُشجع على القيام بها.
الصدقة: هي مصطلح عام يُطلق على العطاء الطوعي والمشجع عليه في الإسلام. يمكن أن تكون الصدقة في أي شكل، بما في ذلك الأموال، الطعام، الملابس، أو حتى الأعمال البسيطة مثل الابتسامة أو تقديم المساعدة للآخرين.
الزكاة: هي واجب ديني في الإسلام وهي واحدة من الأركان الخمسة للإسلام. يتعين على المسلمين الذين تتوافر فيهم شروط معينة (مثل وجود ثروة تصل إلى نصاب معين) دفع نسبة محددة من ثروتهم (عادةً 2.5%) كزكاة. تختلف الزكاة عن الصدقة في أنها واجبة ولها قواعد وشروط محددة في الشرع الإسلامي.
من يستحق الزكاة؟ ومن يستحق الصدقة؟
في الإسلام، توجد تعليمات محددة حول من يحق له الحصول على الزكاة. هؤلاء الأفراد والجماعات يسمون “المصارف الثمانية” وهم مذكورين في القرآن الكريم في الآية 60 من سورة التوبة:
“إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”
هذه الآية تشير إلى الفئات الثمانية التالية التي يمكن أن تحصل على الزكاة:
- الفقراء: من لا يجدون بعض ما يحتاجونه من مأكل ومشرب وملبس.
- المساكين: أهل الحاجة ممن لا يجدون ما يكفيهم.
- العاملون على الزكاة: وهؤلاء من يتولون جمع الزكاة، فلا يكون الفقر هو صفة بهم، حيث يُعطَون منها.
- المؤلفة قلوبهم: وهم من يعطون الزكاة تأليفاً إلى قلوبهم من أجل الدخول في الإسلام
- في الرقاب: ويكونوا على ثلاثة أضرب الأول وهم المكاتبون المسلمين، وهؤلاء يعانون من أجل فك رقابهم، والضرب الثاني هو إعتاق الرقيق المسلمين، والثالث هم الأسرى من المسلمين.
- الغارمون: وهم العاجزون عن سداد ديونهم.
- في سبيل الله: والمقصود بهذا إعطاء المتطوعين بالجهاد، والإنفاق على الحرب، وكل ما يحتاجون إليه في الجهاد.
- ابن السبيل: وهو الشخص المسافر المجتاز، الفارغة نفقته، حيث يعطى ما يوصله إلى بلاده.
بالنسبة للصدقة، فهي أقل رسمية وأكثر تنوعًا فيمن يمكن أن يستلمها. بشكل عام، يمكن إعطاء الصدقة لأي شخص في حاجة، وهذا يمكن أن يشمل الفقراء، والمحتاجين، والمرضى، والأرامل، واليتامى، والمهاجرين، وغيرهم.
لا توجد قواعد صارمة حول من يمكنه الحصول على الصدقة في الإسلام، ولكن الفكرة العامة هي أن الصدقة يجب أن تعطى لأولئك الذين هم في أكبر حاجة.
شروط قبول الصدقة
1. النية الصادقة: يجب أن تكون الصدقة محفزة بنية خالصة لله تعالى. يجب أن تكون النية واضحة في القلب، وليس من الضروري الإعلان عنها بصوت عالٍ. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات”.
2. الحلال: يجب أن تكون الصدقة من مال حلال. الصدقة من مال حرام أو مكتسب بطريقة غير شرعية لا يمكن أن تكون مقبولة.
3. تقديمها بسرور: يجب أن يتم تقديم الصدقة بسرور ورغبة في المساعدة، وليس بتردد أو إكراه.
4. الاحترام: يجب أن يتم تقديم الصدقة بطريقة تحترم كرامة المتلقي.
5. السرية: في بعض الأحيان، يمكن أن يكون العطاء السري أفضل وأكثر قبولًا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صدقةُ السرِّ تطفئُ غضبَ الربِّ”، مما يشير إلى أن الصدقة السرية قد تكون أكثر فعالية في كسب رضا الله.
تذكر دائمًا أن الله هو الأعلم وأفضل القادرين على تقدير النوايا والأعمال.
إقرأ أكثر: متى تجب زكاة المال؟
استثمر صدقتك مع سيما اليوم وتبرع، لأجل سد العوز الحاصل لدى سكان شمال سوريا، وخاصة مجتمع النازحين
والمهجرين وكن سبباً في تغيير حياة الآلاف من المرضى ولمحتاجين والفقراء في سوريا.