الحاجات الأساسية للنازحين واللاجئين: تحديات واقعية وسبل التعامل معها
يعد النازحون واللاجئون من بين أكثر الفئات المحرومة في العالم، فهم يعانون من تحديات كبيرة في الحصول على الحاجات الأساسية التي تبقيهم على قيد الحياة، ويعاني الكثير منهم الفقر والجوع ونقص الرعاية الصحية ومشاكل في الإسكان والتعليم وغيرها.
سنتعرف في هذا المقال على الحاجات الأساسية للنازحين واللاجئين، والتحديات التي تواجههم في حياتهم اليومية، وسبل التعامل مع هذه التحديات عبر اقتراح مجموعة من الحلول والبرامج التي تلامس واقعهم.
الحاجات الأساسية للنازحين واللاجئين
تتطلب التحديات التي يواجهها النازحون واللاجئون من نقص كبير في الحاجات الأساسية؛ وجود حلول منهجية شاملة لتعويض النقص، وتخفيف الأعباء التي تعاني منها هذه الفئات المستضعفة، وسوف نستعرض لكم فيما يلي أبرز هذه الحاجات، وطرق تلبيتها:
1. السكن الآمن والملائم للعيش
يعتبر السكن الآمن والملائم للعيش من الحاجات الأساسية للإنسان لكي يحافظ على كرامته وحياته، فهو يوفر الاستقرار والشعور بالأمان والاستقلالية.
وتواجه مجتمعات اللجوء والنزوح نقص في المساكن الصالحة للاستقرار، مع انتشار الخيام أو البيوت المؤقتة المصنوعة من المواد الخفيفة التي لا تمنع تأثير تقلبات الطقس من أمطار وثلوج وعواصف وحرارة مرتفعة، وتعاني من شروط غير صحية قد تسبب الأمراض لساكنيها.
كما يواجه النازحون واللاجئون صعوبة في توفير التجهيزات والخدمات اللازمة لتأمين المساكن الآمنة والملائمة، حيث يفتقرون في الخيام وأماكن إقامتهم إلى الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والصرف الصحي.
ومن التحديات أيضاً التي يواجهها اللاجئون خارج المخيمات؛ ارتفاع إيجارات البيوت مع صعوبة إيجاد خيار السكن المناسب الذي يجمع بين التكلفة المناسبة والشروط المناسبة.
ومن بين السبل التي يمكن اتباعها لمواجهة تحدي السكن الآمن للاجئين والنازحين:
- بناء المساكن بالتنسيق مع الجهات الحكومية والمنظمات الدولية والمحلية من خلال توفير المواد الإنشائية والعمالة والتمويل اللازم لبناء المساكن أو شراء المنازل المتينة مسبقة الصنع.
- توفير الدعم المالي اللازم للنازحين واللاجئين لمساعدتهم على دفع الإيجارات المرتفعة وتوفير المستلزمات الأساسية لتأمين مساكنهم والحصول على الخدمات الأساسية.
2. المأكل والمشرب الصحي والمغذي
من التحديات الكبيرة التي تواجه النازحين واللاجئين؛ نقص المأكل والمشرب الصحي والمغذي الذي يحافظ على صحتهم وسلامتهم، مع حاجة دائمة لتوفير الأطعمة الصحية والمياه النظيفة والصالحة للشرب.
وتتجلى هذه المشكلة في عدّة مظاهر كنقص في الموارد المالية الكافية لشراء الطعام، وتراجع في مستويات التغذية نتيجة نقص الطعام الصحي المتوازن، ويترتب على ذلك من ظهور الأمراض المتعلقة بسوء التغذية ونقص المناعة.
ولتلبية هذه الحاجة زيادة الأمن الغذائي لدى اللاجئين والنازحين؛ يمكن اتباع ما يلي:
- توفير السلل الغذائية التي تحتوي على مواد غذائية تعزز الحالة الصحية للاجئين وتمدهم باحتياجاتهم اليومية الأساسية من سعرات حرارية.
- توفير الدعم المالي للنازحين واللاجئين لمساعدتهم على دفع تكاليف الغذاء والمياه النظيفة وتوفير المستلزمات الأساسية الأخرى.
- توفير المياه النظيفة والآمنة للشرب والاستخدام في الطهي والغسيل والاستحمام، وذلك من خلال توفير خدمات توزيع المياه والصرف الصحي والمعدات اللازمة لتحسين جودة المياه.
3. الرعاية الصحية والعلاج اللازم للأمراض والإصابات
تعتبر الرعاية الصحية الشاملة التي تتضمن العلاج والرعاية التمريضية، على رأس أولويات تحسين حياة اللاجئين والنازحين، وتتطلب هذه الرعاية الصحية العديد من الخدمات والموارد اللوجستية.
ومن بين التحديات التي يواجهها النازحون واللاجئون فيما يتعلق بالرعاية الصحية؛ نقص الموارد المالية اللازمة للحصول على الرعاية الصحية، وصعوبة الحصول على خدمات مجانية أو مدعومة من المستشفيات والعيادات، إلى جانب نقص في الأدوية والمعدات الطبية وصعوبة الوصول إليها.
ومن بين السبل التي يمكن التعامل بها لتحسين واقع الرعاية الصحية:
- توفير المشافي والمراكز الصحية أو العيادات المتنقلة والبنى التحتية الصحية، لتقديم الرعاية الأساسية من خدمات علاجية وأدوية ومعدات طبية وتمريض بشكل مجاني.
- توفير الدعم المالي للنازحين واللاجئين لمساعدتهم في دفع تكاليف العلاج الرعاية الصحية والأدوية والمستلزمات الطبية.
- توفير الدعم الفني لتحسين الخدمات الصحية وعبر تقديم التدريب والتثقيف الصحي لتوعية اللاجئين بالسلوكيات والعادات الصحية الوقائية.
4. التعليم والتدريب لتحسين فرص العمل والاندماج في المجتمع الجديد
التعليم والتدريب هما أدوات قوية لتحسين فرص العمل والاندماج في المجتمع الجديد للنازحين واللاجئين، فالتعليم يمكن أن يمهد الطريق لفرص عمل أفضل ويساعد على تحسين مستوى الحياة عمومًا، بينما التدريب يمكن أن يساعد في تطوير المهارات اللازمة للعمل في مجالات معيّنة تنفع المتلقي.
ومن بين التحديات التي يواجهها النازحون واللاجئون فيما يتعلق بالتعليم والتدريب والاندماج في المجتمع الجديد؛ صعوبة في توفير الموارد المالية والفنية اللازمة للحصول على التعليم والتدريب اللازم من المدارس والمعاهد والمراكز التدريبية المتخصصة.
كما يواجه النازحون واللاجئون صعوبة بالاندماج في المجتمع الجديد بسبب الاختلافات الثقافية أو اللغوية والاجتماعية، الأمر الذي ينعكس على قلة عدد الفرص المتاحة أمامهم أو قلة جودة هذه الفرص الوظيفية والتدريبية
ويمكن وضع خطة استراتيجية للتقليل من آثار هذا التحدي من خلال:
- توفير الخدمات التعليمية الأساسية داخل مراكز اللجوء ومخيمات الإيواء وخارجها، وتدريب المعلمين وتوفير الموارد التعليمية اللازمة.
- توفير التدريب المهني لتطوير المهارات اللازمة لسوق العمل والتي تحسّن من عدد الفرص وجودتها.
- تعزيز الاندماج عبر توفير الدعم الاجتماعي واللغوي والثقافي وتعزيز التفاعل بين النازحين واللاجئين والمجتمع المضيف.
- توفير فرص عمل مناسبة متاحة للنازحين واللاجئين في المجتمع الجديد.
- التعاون مع القطاع الخاص لتوفير فرص العمل وإطلاق مبادرات لتشجيع الشركات على توظيف وتدريب النازحين واللاجئين.
- دعم الأعمال والمشاريع الصغيرة وبالغة الصغر التي يديرها اللاجئون والنازحون بعد تدريبهم وتمويلهم.
5. الحماية والأمن الشخصي والقانوني
الحماية والأمن الشخصي والقانوني هما جوانب مهمة لتحسين حياة النازحين واللاجئين ورفاهيتهم، فعندما يفقد الناس منازلهم ويرحلون عن موطنهم؛ ويجدوا أنفسهم في مواقف صعبة، يتعرضون فيها للعديد من المخاطر والتهديدات، بما في ذلك العنف والاستغلال والتمييز وغيرها من الانتهاكات.
ومن بين التحديات التي يواجهها النازحون واللاجئون فيما يتعلق بالحماية والأمن الشخصي والقانوني؛ التعرض للعنف والاستغلال من قبل الجماعات الخارجة عن القانون، كما يتعرض اللاجئون للتمييز والعداء أو العنصرية من بعض الأفراد في المجتمعات المضيفة.
ومما يعزز من صعوبة هذه التحديات؛ عدم تمكن اللاجئ من الحصول على الحماية القانونية بسبب صعوبة الوصول إلى المحامين والقضاة والمؤسسات القانونية.
في المقابل يمكن التخفيف من تأثير هذه التحديات من خلال عدة طرق مثل:
- توفير الملاذ الآمن للنازحين واللاجئين، وذلك من خلال توفير الإيواء والحماية اللازمة.
- تعزيز الوعي والتثقيف بشأن حقوق الإنسان والقوانين والتشريعات الوطنية والدولية المتعلقة بحماية اللاجئين والنازحين.
- التعاون مع محامين متطوعين ونشطاء حقوقيين ليساعدوا هذه الفئات في نيل حقوقها الأساسية.
- تشكيل شراكات بين الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمعات المضيفة والقطاعات الخاصة لتعزيز حماية النازحين واللاجئين وتوفير الدعم اللازم لهم.
- تعزيز اندماج النازحين واللاجئين في المجتمع المضيف، وذلك من خلال توفير الدعم الاجتماعي واللغوي والثقافي.
6. الدعم النفسي والاجتماعي للتعامل مع صدمة النزوح والاستقرار في بيئة جديدة
يواجه النازحون واللاجئون صعوبات نفسية واجتماعية بسبب الانتقال إلى بيئة جديدة، حيث يفقدون الأمان والاستقرار والروابط الاجتماعية. ولذلك، يعد الدعم النفسي والاجتماعي أمراً حيوياً لتحسين قدرتهم على التعامل مع التحديات والصعوبات المختلفة.
ومن أبرز التحديات التي يواجهها النازحون واللاجئون فيما يتعلق بالدعم النفسي والاجتماعي؛ صدمة النزوح، والتمييز والعداء من بعض الفئات في المجتمعات المضيفة، إلى جانب معاناة اللاجئين من المشكلات النفسية المختلفة، مثل الاكتئاب والقلق والصدمات النفسية التي تعرضوا لها نتيجة الحرب.
ولحسين حياة اللاجئين والنازحين وبالأخص فيما يتعلق بالجانب النفسي يمكن اتباع ما يلي:
- توفير مراكز متخصصة ومؤهلة لتقديم الدعم النفسي بإشراف خبراء نفسيين متمرسين.
- تعزيز الوعي والتثقيف بشأن الصدمة النفسية والطرق الفعالة للتعامل معها.
- تشكيل شراكات بين الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والقطاعات الخاصة في المجتمعات المضيفة لتوفير الدعم النفسي للاجئين والنازحين.
- تشجيع اندماج اللاجئين والنازحين في المجتمع المضيف، وذلك من خلال توفير الدعم الاجتماعي والثقافي واللغوي.
بتبرعك، تضيء حياة من يحتاجون. امنح العطاء وغيّر واقعهم اليوم
أيادي سيما الممدودة للعون
وسط كل هذه التحديات التي تواجه اللاجئين في حياتهم اليومية، تلعب المنظمات والجمعيات الخيرية والإغاثية دوراً كبيراً في التخفيف من هذه التحديات والتغلب عليها.
ونسعى نحن في الرابطة الطبية للمغتربين السوريين SEMA (سيما) إلى مد يد العون إلى المحتاجين وبالأخص اللاجئين والنازحين الذي يعتبرون الفئة الأكثر ضعفاً وهشاشة في أي مجتمع يتواجدون فيه، لنكون بذلك بارقة أمل لهم تخفف عنهم متاعب الحياة.
وتتركز خدماتنا المقدمة لمجتمعات اللجوء في الجانب الطبي والرعاية الصحية إلى جانب مجموعة متنوعة من المشاريع والبرامج التي تستهدف المحتاجين وفق 3 مسارات أساسية:
- الأعمال الإغاثية.
- المشاريع التنموية.
- المشاريع النهضوية.
ونسعى من خلال عملنا في سيما إلى تأمين الحاجات الأساسية للنازحين واللاجئين وتحسين واقعهم، عبر تأمين ظروف أفضل للسكن الآمن، وتقديم التغذية الصحية، والتعليم والتدريب لتحسين فرص عملهم والاندماج في المجتمع الجديد، وتقديم الحماية الاجتماعية ككل.
كما نقدم حزمة واسعة من برامج الرعاية والدعم الصحي والنفسي الأساسي لمختلف فئات اللاجئين من أطفال ونساء وذوي احتياجات خاصة.
مساهمتك معنا في سيما هي بمثابة أمل جديد في عيون المحتاجين الذين نسعى إلى زرع الابتسامة على وجوههم المتعبة.
الأسئلة الشائعة
كيف نساعد اللاجئين السوريين؟
يمكن مساعدة اللاجئين السوريين من خلال التبرع إلى المنظمات الخيرية التي تقدم الدعم لهم مباشرة.
ما هي المشاكل التي تواجه اللاجئين؟
من المشاكل التي تواجه اللاجئين تحديات تتعلق بفقدان السكن الآمن وسوء التغذية وغياب الرعاية الصحية ونقص التعليم والتدريب، إلى جانب الحاجة للدعم النفسي والحماية الاجتماعية.
ما هو الفرق بين اللاجئين والنازحين؟
الفرق بين اللاجئين والنازحين هو أن اللاجئ يعبر حدود بلاده طلباً للأمان أما النازح فهو الذي ينتقل من مكان إلى آخر أكثر أماناً داخل حدود وطنه.