يُقبل علينا شهر رمضان المبارك حاملاً في ثناياه فرصةً لزيادة الحسنات ومحوِ ما اِقترفته أيدينا من الخطايا والذنوب، واِستثماره في الإكثار من العبادات وأعمال الخير، فلا بدَّ لنا من اِغتنام نفحاته فحن لا ندري إن كنّا سنحيا لرمضان المقبل، وكما قال رسول الله ﷺ: (يا باغي الخيرِ أقبِل).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله ﷺ: (إذا كانَت أوَّلُ ليلةٍ من رمَضانَ، صُفِّدتِ الشَّياطينُ ومَردةُ الجِنِّ وغلِّقت أبَوابُ النَّارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ، وفُتِحت أبوابُ الجنَّةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ، ونادى منادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِر، وللَّهِ عتقاءُ منَ النَّارِ وذلِك في كلِّ ليلةٍ) [جامع الترمذي – 682].
تعريف العمل الخيري ومجالاته
يُمكننا تعريف العمل الخيري على أنه عمل الأفراد والمؤسسات على تقديم المساعدة ومدِّ يد العون للفقراء والمساكين والمحتاجين دون اِنتظار مقابل، ومن غير تعريضهم للمنِّ والأذى، وإنما يكون عملاً خالصاً لوجه الله تعالى.
قال تعالى في وصف عباده المؤمنين: {یُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَیَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَیَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَیُسَـٰرِعُونَ فِی ٱلۡخَیۡرَ ٰتِۖ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِینَ} [سورة آل عمران: 114].
تتّسع أبواب العمل الخيري حتى تكاد لا يُمكن حصرها، إذ يمكن أن تبدأ بابتسامةٍ بسيطة ومن ثمةَ لا حدود لمجالاتها، وفيما يلي بعض الأمثلة:
- مساعدة الفقراء والمساكين والمحتاجين.
- رعاية الأيتام والأرامل.
- دعم المرضى وأصحاب الهمم.
- تقديم الدروس التعليمية المجانية للأطفال.
- التطوّع لمساعدة المتضرّرين من الكوارث الطبيعية كالزلازل.
بالإضافة إلى الكثير من الأعمال البسيطة النابعة من الفرد وحده، أو الفعاليات التي تشرف عليها دولٌ بأكملها.
الزكاة والصدقات في شهر رمضان
لا نُبالغ عندما نقول أنَّ تقديم أموال الزكاة والصدقات من أفضل أعمال الخير في رمضان المبارك، إذ يوجد الملايين من المستضعفين الذين ينتظرون حلول الشهر الكريم لما يحملهُ لهم من مساعدات مختلفة، سواءً كانت مبالغ نقديّة أو أدوية وأغذية.
والدليلُ على ذلك في حديث أنس رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال: (أفضلُ الصدقة صدقة في رَمضان) [جامع الترمذي – 663].
إقرأ المزيد حول زكاة الفطر
أهمية العمل الخيري في المجتمع المحلي
تكمنُ أهمية الأعمال الخيرية في تعزيز الترابط الاِجتماعي ونشر المحبّة بين أفراد المجتمع، كما أنّها تنمّي روح المبادرة لدى القادرين على تقديم المساعدة، ويبعثُ الأمل في قلوب أولئك الذين قست عليهم الحياة.
ولا تقتصرُ أهميتها في ذلك الجانب فحسب، وإنما تساهمُ بعض الأعمال الخيرية في إنعاش الاِقتصاد المحلي وخلق فرص عملٍ جديدة للشباب، وهذا ما لمسناه في العديد من المناطق المنكوبة التي عانت من الحرب الطاحنة في سوريا، إذ كان لتلك المشاريع أثرٌ بالغ على حياة آلاف اللاجئين والنازحين.
كيفية تحفيز المجتمع المحلي للمساهمة في العمل الخيري
قال رسول الله ﷺ: (إِنَّ الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ) [جامع الترمذي – 2670].
واِنطلاقاً من حديث رسولنا الكريم، يُمكن تحفيز أفراد المجتمع للمساهمة في الأعمال الخيرية عبر بعض الأساليب التالية:
- التوعية بأهميّة التكاتف والتكافل الاِجتماعي.
- فتح أبواب التطوّع أمام الشباب من قبل الجمعيات الخيرية، واستغلال وسائل التواصل الاِجتماعي في ذلك.
- تنظيم الفعاليات التطوّعية الهادفة.
- رعاية الأنشطة المجتمعية الهادفة وتأمين الدعم الإداري واللوجستي للمبادرين.
- شكر وتقدير أصحاب الأيادي البيضاء على ما يبذلونه للآخرين.
- تركيز العلماء والفقهاء على فضل العمل الخيري وأجره العظيم عند الله.
العوائق التي يمكن أن تواجه المجتمع المحلي في ممارسة العمل الخيري وكيفية التغلب عليها
فيما يلي أبرز العوامل التي تعيق أفراد المجتمع المحلي في طريق ممارسة العمل الخيري:
- نقص الدعم والموارد.
- قلّة الوقت بسبب الاِنشغال بالعمل.
- غياب الوعي حول أهمية العمل الخيري.
- التشكيك بنزاهة معظم المؤسسات والجمعيات الخيرية.
- غياب المهارات اللازمة لقيادة الأنشطة الخيرية.
يُمكن التغلّب على هذه المصاعب من خلال إقامة التدريبات والندوات في إطار العمل المجتمعي وتوضيح أهميته وتأثيره على المجتمع، وحث أصحاب الأموال على رعاية المشاريع الخيرية بكافة أنواعها لا سيما في شهر رمضان المبارك.
أمثلة لبعض المشاريع الخيرية التي نفذها المجتمع المحلي وأثرها على المجتمع
على الرغم من كل تلك المعوقات، إلّا أن هناك أُناسٌ لا يقف شيءٌ بينهم وبين عمل الخير، إذ تنتشر بعض المشاريع الخيرية في المجتمعات المحلية مثل:
- تنظيم فعاليات إفطار الصائمين في رمضان.
- جمع التبرعات لشراء ملابس العيد للأطفال.
- توزيع السلال الغذائية الرمضانية للعائلات الفقيرة المعدمة.
- تقديم الدروس والكورسات المجانية للطلاب بكافة المراحل.
- تنفيذ مشاريع سقيا الماء في المناطق الفقيرة.
لا شك أن لتلك المشروعات الخيرية عظيم الأثر في مُساعدة مُجتمعات اللاجئين وإدخال البهجة على قلوبهم والمُساهمة في توفير الخدمات المُختلفة لهُم.
كما تُسهم تلك المشروعات الخيرية في سد الاحتياجات الأساسية للاجئين من طعام ودواء وكساء وتوفير حياة كريمة لهم.
مشروعات سيما وأثرها على المجتمع
وتعمل الرابطة الطبية للمغتربين السوريين “سيما” على المساهمة في خدمة مُجتمع اللاجئين والنازحين في الشمال السوري من خلال شتى الحملات الخيرية التي تُنظمها.
وتستهدف سيما من خلال تلك المشروعات تحسين حياة اللاجئين وتطوير الخدمات والمرافق في المُخيمات.
ومن الأمثلة على تلك الحملات حملة “نداء رمضان”، حيثُ تهدُف من خلال تلك الحملة تغطية تكلُفة علاج 100 ألف لاجئ، ومساعدتهم في صيام رمضان دون ألم أو خطر التعرُض للأمراض.
لا شك أن أفضل صدقة في رمضان هي المُساهمة في علاج صائم من خلال التبرع لتغطية تكلُفة علاجه وأدويته.
لا تتردد الآن وساهم معنا من خلال تبرعاتُك في إنقاذ إخواننا وأخواتنا في مُخيمات اللاجئين بالشمال السوري.
الأسئلة الشائعة
ما هي أهمية العمل الخيري؟
تكمن أهمية العمل الخيري في العديد من الجوانب مثل:
-نيل مرضاة الله تعالى.
-نشر المحبّة بين أبناء المجتمع.
-تحسين الحالة الاقتصادية عامّةً.
-دعم من ليس لهم معيل كالأيتام والأرامل.
ما أنواع العمل الخيري؟
أنواع العمل الخيري كثيرة ومنها:
-رعاية الأيتام والأرامل.
-التبرع لصالح الفقراء والمساكين.
-إفطار الصائمين في رمضان.
-تقديم الدروس المجانية للطلاب.
ما هي أفضل الاعمال الخيرية؟
تُعتبر الصدقات من أفضل الأعمال الخيرية لما لها من أثر عظيم على حياة الفقراء والمساكين.
كيف أقوم بعمل خيري؟
يُمكنك القيام بعمل خيري من خلال التبرع للفقراء أو التطوّع في الجمعيات الخيرية وتقديم المساعدة للمحتاجين.
من هم الخيرون في الاسلام؟
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال، قال رسول الله ﷺ: (خيرُ الناسِ أنفعُهم للناسِ). [بداية السول – 44].
المصادر