يعيش اليوم ملايين اللاجئين والنازحين في مخيمات اللجوء المتهالكة، مواجهين سوء الظروف المعيشيّة واِنعدام الدعم ونقص الغذاء والكساء والدواء، ممّا جعلهم الفئة الأكثر معاناةً حول العالم، لا سيما مع اِنتشار الأزمات والحروب العالمية المتتالية.
ينتظرُ هؤلاء المساكين حلول شهر رمضان المُبارك بفارغ الصبر، لما يحملهُ لهم من خيرٍ وبركات على يد أصحاب الخير من إخوانهم المسلمين.
سنعرض لكم في هذا المقال بعض الطرق والأساليب التي نعمل من خلالها على تخفيف حجم الألم والمعاناة عنهم، والتي يُمكن من خلالها رسم البهجة على قلوب عائلاتٍ بأكملها.
توفير وجبات إفطار للنازحين والمهجرين
يُعتبر إطعام الطعام وإفطار الصائمين من أفضل الأعمال التي يُمكن أن يتصدّق بها المسلم في رمضان دون غيره من الشهور، ولذلك ثوابٌ وأجرٌ كبير ورد في العديد من الآيات والأحاديث الشريفة، ومنها:
- قال تعالى في وصف عباده الأبرار: {وَیُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِینࣰا وَیَتِیمࣰا وَأَسِیرًا} [سورة الإنسان: 8].
- قال رسول الله ﷺ: (مَنْ فَطَّرَ صَائمًا، كان لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أجْر الصَّائمِ شيء) [سنن الترمذي – 807].
فماذا لو كان هذا التبرّع لصالح من لا يجدون لقمة العيش ويعانون من الأمراض الناتجة عن الفقر وسوء التغذية؟
فعلى سبيل المثال واجه أكثر من (12) مليون إنسان في سوريا عام 2021 اِنعداماً حادّاً في الأمن الغذائي، معظمهم من اللاجئين والنازحين بحسب أرقام الأمم المتحدة.
توفير الرعاية الصحية
لا تقتصرُ الحاجة في مخيمات اللاجئين على الطعام والشراب فحسب، وإنما هناك عجزٌ شديد في خدمات الرعاية الصحية وتوفير الدواء للمرضى والمصابين، نتيجة نقص التمويل وغياب التنظيم الصحيح لأوضاع المرضى وحاجاتهم المختلفة.
لذا تعمل فِرق الرابطة الطبية للمغتربين السوريين (SEMA) على تقديم مجموعة من الخدمات الصحية للاجئين وفقاً للإمكانيات المُتاحة، ومن أبرز هذه الخدمات:
- بناء النقاط الطبية والمستوصفات داخل المخيمات.
- تقديم العلاج والدواء لأصحاب الأمراض المزمنة.
- إجراء العمليات الجراحية ضمن المشافي المجهّزة.
- توفير جرعات اللقاح لجميع اللاجئين وخصوصاً الأطفال.
- الخدمات الصحيّة الخاصّة بالنساء والحوامل.
التبرع بالملابس والأدوات الضرورية
تعجزُ الكلمات عن وصف كميّة الحزن والألم الذي يعيشهُ الآباء والأمّهات عندما يعجزون عن شراء ملابس العيد لأطفالهم، نتيجة الفقر المدقع الذي يعيشونه.
لذلك يُساهم التبرّع لشراء الملابس الجديدة في إدخال البهجة إلى قلوب ملايين الأطفال وذويهم ورسم البسمة على وجوههم.
توزيع الزكاة والصدقات للاجئين
مهما حاولنا توقّع ما يحتاجه اللاجئون وتأمينه لهم، تبقى هناك بعض المستلزمات الخاصّة التي تختلف بين عائلةٍ وأُخرى، لذا لا يُمكننا الاِستغناء عن تقديم المساعدات النقديّة لمساعدتهم على شراء هذه الأشياء، ويكون ذلك من خلال توزيع أموال الزكاة والصدقات على الفئات الأكثر فقراً في مجتمعات النازحين.
قال تعالى: {إِنَّ ٱلۡمُصَّدِّقِینَ وَٱلۡمُصَّدِّقَـٰتِ وَأَقۡرَضُوا۟ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنࣰا یُضَـٰعَفُ لَهُمۡ وَلَهُمۡ أَجۡرࣱ كَرِیمࣱ} [سورة الحديد: 18].
توفير فرص العمل
يُعدُّ تأمين فرص العمل للاجئين والنازحين أحد أفضل أشكال الصدقات الجاريّة في رمضان، لما له من تأثيرٌ كبير على حياتهم لفترة طويلة، إذ يساهم ذلك في تحسين مستوى المعيشة وزيادة الدخل، من خلال تقديم رأس مال متواضع لتشجيعهم على فتح مشاريع صغيرة تؤمّن لهم حياةً كريمة.
إليك أهم الفوائد الناتجة عن توفير فرص العمل:
- اِستثمار طاقة جميع اللاجئين من رجالٍ ونساء.
- تحسين الوضع الاِقتصادي على مستوى المجتمع بأسره.
- تطوير مهارات اللاجئين ودفعهم للاِعتماد على أنفسهم.
- تقليل أعداد الفقراء وتخفيف العبء على الجمعيات والمنظمات الإغاثية.
توفير المأوى الآمن
بينما يعيشُ معظمنا تحت سقف منزلٍ آمن يحميه، يحلمُ آلاف اللاجئين في الحصول على خيمةٍ تقيهم برد الشتاء وحرِّ الصيف، إذ يعانون سنوياً من اِهتراء الخيام وتصدّع المنازل؛ نتيجة الظروف الجويّة القاسية.
ما يُبرز أهميّة العمل على توفير المساكن الآمنة للاجئين، من خلال نقلهم إلى أبنيةٍ سكنيّة مستقرّة، أو توفير خيامٍ متينة على الأقل، ولا يكون ذلك دون وجود كميّاتٍ كبيرة من الدعم والتمويل.
تقديم المساعدة النفسية
عاش اللاجئين عبر السنوات الماضية أحداثاً دامية إثر الحروب، ممّا ترك في نفوسهم كميّةً هائلة من الأزمات النفسيّة واِرتفاع معدّلات التوتر والقلق بينهم.
يُمكن المساهمة في تقديم المساعدة النفسيّة للاجئين عبر التبرع للجهات الطبية العاملة على توفير خدمات الدعم النفسي في المخيمات، فلا تبخل في المساعدة بمبلغ بسيط أو كلمةٍ طيّبة.
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيك صَدَقَة) [جامع الترمذي – 1956].
التبرع للاجئين والنازحين في رمضان
ندعوك في الرابطة الطبية للمغتربين السوريين “SEMA” للمساهمة في دعم اللاجئين والنازحين في رمضان، من خلال التبرّع لهم عبر برامجنا المتنوعة، إذ نسعى جاهدين في تقديم خدمات الصحة الجسدية والنفسية، وتأمين الغذاء والدواء على مدار العام.
لا تبخل في مدِّ يد العون لهؤلاء المستضعفين خلال الشهر المبارك، واجعل رسول الله ﷺ قدوةً لك في حياتك، فعن اِبن عبّاسٍ رضي اللهُ عنهما أنّه قال: «كانَ رسولُ الله ﷺ أجوَدَ النّاس، وكانَ أجوَدَ ما يكونُ في رمضان حين يلقاهُ جِبريل، وكان يلقاه في كل ليلةٍ من رمضان فيُدارسه القرآن، فرسول الله ﷺ أجودُ بالخير من الريحِ المُرسَلة» [صحيح البخاري – 6].
الأسئلةالشائعة
كيف يمكن للجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية الدولية توفير الإعانات للنازحين والمحتاجين في شهر رمضان؟
يمكن للجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية الدولية توفير الإعانات للنازحين والمحتاجين في شهر رمضان من خلال تلقّي التبرعات من أصحاب الخير وتأمين الخدمات التالية:
-تقديم وجبات الإفطار للاجئين في رمضان.
-تأمين الرعاية الصحية.
-شراء الملابس الجديدة للأطفال.
-توفير المأوى الآمن.
-تأمين فرص العمل.
ما هي العوائق التي يمكن أن تواجه توزيع الإعانات للنازحين والمحتاجين في شهر رمضان، وكيف يمكن التغلب عليها؟
أبرز العوائق التي يمكن أن تواجه توزيع الإعانات للنازحين والمحتاجين في شهر رمضان هي نقص التمويل والدعم وغياب التنظيم، ويمكن التغلب عليها من خلال جمع أموال الزكاة والصدقات من المسلمين عبر المؤسسات الخيرية المتخصصة.
ما هي أنواع الإعانات التي يحتاجها النازحون والمحتاجين في شهر رمضان، وكيف يمكن توزيعها بشكل عادل؟
أهم أنواع الإعانات التي يحتاجها النازحون والمحتاجين في شهر رمضان هي:
-الطعام والشراب.
-الملابس الأساسية.
-المستلزمات الضرورية للطبخ.
ويمكن توزيعها بشكل عادل من خلال التبرع لجهات موثوقة مثل الرابطة الطبية للمغتربين السوريين “سيما”.
هل تكفي السلة الإغاثية العائلة لمدة شهر؟
يمكن أن تكفي السلة الغذائية العائلة المكونة من 4 أفراد لمدة شهر.