الرعاية والخدمات الصحية في مخيمات اللاجئين

خلّفت الحرب المشتعلة منذ سنوات ملايين اللاجئين والنازحين، ولم يقف الأمر عند ذلك الحد، لتزداد الأمور سوءاً مع حدوث الكوارث الطبيعية كالزلزال الذي عصف بعشرات الآف في تركيا، وفي شمال سوريا حيث كان معظم المتضرّرين من اللاجئين والمهجَّرين الذين يعيشون ظروفاً مأساوية.

سوف نسلّط الضوء في هذا المقال على أبرز الصعوبات والتحديات التي تواجه قطاع الخدمات الصحية في مخيمات اللاجئين، بالإضافة إلى الحلول المُقترحة لتحسين الواقع المتردّي، بناءً على خبرتنا المُكتسبة من ميدان العمل لأكثر من 10 سنوات، واِحتكاكنا اليومي بمعاناة العائلات المتضرّرة.

التغلب على التحديات الصحية في مخيمات اللاجئين: تحسين الوصول والخدمات

يعدُّ الوصول إلى الرعاية الصحية حقاً أساسياً من حقوق الإنسان، ومع ذلك يُحرم اللاجئين الذين يعيشون في المخيمات من الحصول على أبسط الخدمات، ومن أجل التغلب على التحديات الصحية في مخيمات اللاجئين؛ فعلينا تحديدها أولاً، إذ يُمكن تلخيصها في عِدّة عوامل رئيسية مثل: 

• نقص الموارد: تعاني المخيمات من شحٍّ شديد في التبرعات واِنخفاض حجم التمويل، إلى جانب نقص المعداّت الطبية والأدوية وأخصائيي الرعاية الصحية المتمرّسين.
• الأعداد الهائلة: تشكو معظم المخيمات من الاكتظاظ في أعداد اللاجئين، مما يؤدي إلى تفاقم التحديات الصحية واِنتشار الأمراض المعدية.
• المشاكل التنظيمية: لا تزال مخيمات اللاجئين إلى اليوم، تُعاني من سوء التنظيم وغياب البيانات الواقعية الصحيحة، مما يُعيق وصول الخدمات الصحيّة إلى الأفراد الأكثر اِحتياجاً.
• العقبات السياسية: يؤدي عدم الاِستقرار السياسي إلى إعاقة وصول الإمدادات إلى المحتاجين.

التحديات الصحية الناجمة عن ظروف المعيشة في مخيمات اللاجئين

إنَّ تردّي الظروف المعيشة في مخيمات اللاجئين المتمثّل في نقص الغذاء واِنعدام المياه الصالحة للشرب واِنتشار الفقر والعوز، يؤدي إلى ظهور حزمة من التحديات الصحية التي تعصف باللاجئين، ويُمكننا ذكر بعضٍ منها:

• اِنتشار الأمراض المعدية.
• تفاقم الأمراض المتعلقة بالصحة النسائية والولادة.
• مخاطر سوء التغذية، وخصوصاً على الأطفال.
• مشاكل الصحة العقلية مثل الاكتئاب والتوتر والقلق.

كما يجدر بالذكر أيضاً، تعرّض اللاجئون ولا سيما النساء والأطفال منهم إلى خطر العنف والاِستغلال وسوء المعاملة والعنصرية، ما يؤدي إلى تفاقم مشاكلهم الصحية.

الأمراض الانتقالية والوقاية منها في مخيمات اللاجئين

من النتائج السلبية لسوء الظروف المعيشية ونقص الرعاية الصحية في المخيمات، هو اِنتشار الأمراض المعدية بين صفوف اللاجئين كالنار في الهشيم، ومن أبرز تلك الأمراض:

• الملاريا.

• الكوليرا.

• السل.

• الحصبة.

• كوفيد -19.

وللقضاء على هذه الأمراض فلا بدَّ من وضع خططٍ ممنهجة وتوفير الحلول المستدامة، مثل:

• تأمين الوصول إلى المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي الآدمية.
• المراقبة الفعّالة والكشف المبكر عن الأمراض قبل خروجها عن السيطرة.
• تقديم برامج التثقيف الصحي في مجتمع اللاجئين.
• توفير كميات كافية من اللقاحات والتطعيمات لجميع الفئات العُمرية.

الصحة النفسية والاجتماعية في مخيمات اللاجئين

لا تقتصرُ آثار الحرب المؤلمة على الإصابات والخسائر الجسدية، بل تخلّف ورائها جروحاً عميقة في نفوس اللاجئين، وتستمر هذه المشاكل النفسية في التفاقم ضمن المخيمات التي تفتقرُ إلى أدنى مقومات الحياة الطبيعية، ومن أخطر المشاكل النفسية والاجتماعية التي تهدّد سكّان المخيمات:

• مشاكل النمو العقلي والعاطفي.
• صعوبة الاِندماج في المجتمع والعجز عن بناء العلاقات مع الآخرين.
• الاِضطرابات السلوكية وردود الفعل العدوانية.
• اِضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD).
• ظهور اِضطرابات الأكل المؤدية إلى مشاكل سوء التغذية.
• مشاكل الاِكتئاب والقلق وفقد الأمل في المستقبل.
• مخاطر اِنتشار التدخين والإدمان.
• مشاكل صعوبة النوم وضعف الذاكرة.
• الشعور الدائم بالغضب وجلد الذات.

التمكين الصحي للنازحين واللاجئين: تعزيز الوعي الصحي والمشاركة المجتمعية

في ضوء هذه المعاناة والمشاكل الصحية التي يعيشها سكّان المخيمات، تتزايد الحاجة إلى تعزيز الوعي الصحي والمشاركة المجتمعية من خلال تثقيف النازحين واللاجئين حول أهمية الممارسات الصحية الأساسية مثل الوقاية من الأمراض والنظافة والتغذية.   كما يمكن تعزيز الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية عالية الجودة من خلال الشراكة مع المنظمات الصحية المحلية لتقديم الرعاية الطبية والترويج لاِستخدام العيادات المتنقلة لتقديم المساعدة لأبناء المناطق النائية من خلالها.

الأسئلة الشائعة

المصادر

تقرير: صحة المهاجرين واللاجئين أسوأ من صحة سكان المجتمعات المضيفة

أخبار الأمم المتحدة

الصحة العامة | المفوضية

الوصول إلى الرعاية الصحية | المفوضية

اليونيسف: الأطفال السوريون

صحة اللاجئين والمهاجرين