لإكمال تبرعك ، يرجى تسجيل الدخول أو الاستمرار كضيف تسجيل الدخول
شارك عبر

يشهدُ عالمنا اليوم واحدة من أخطر أزمات اللجوء عبر التاريخ، مع وجود أكثر من (100) مليون نازح قسرياً، في ظلِّ اِجتماع الحروب العسكريّة والاِنهيارات الاِقتصاديّة وانتشار الأوبئة المستعصية، وكان آخرها تفشّي فيروس (كوفيد-19) الذي عرّى معظم الأنظمة الصحيّة وكشف عجزها المُرعب، لا سيما في بلدان الشرق الأوسط المتهالكة.

الصعوبات التي يواجهها اللاجئين في تلقي الرعاية الصحية

يعيش ملايين النازحين في أوضاع معيشيّة مُزرية تفتقر إلى أدنى معايير الصحّة العامّة، مما أدّى لتفاقم الصعوبات التي يواجهها اللاجئين في سبيل الحصول على الرعاية الصحيّة المناسبة، وتتمثّل هذه التحديات في:

  • اِنخفاض المساعدات الإنسانيّة الدوليّة وضعف التمويل.
  • اِنعدام الأمن الغذائي مما سبّب ضعف المناعة لدى اللاجئين.
  • عدم توافر المياه ومرافق الصرف الصحّي النظيفة.
  • قلّة مراكز الرعاية الصحيّة قرب مخيمات اللاجئين.
  • نقص في الكوادر الطبية من الأطباء والممرّضين المختصّين.
  • النقص الحاد في كميّات الأدوية واللقاحات.

الصعوبات في الحصول على التلقيح

تساهم اللقاحات بإنقاذ حياة ما بين (2) إلى (3) ملايين إنسان سنوياً، معظمهم من الأطفال والرضّع، إذ يحميهم اللقاح من الإصابة بأمراضٍ خطيرة قد تودي بحياتهم، من خلال تحصين جهازهم المناعيّ وتهيئتهِ للدفاع عن الجسم ضدَّ مجموعةٍ من الأوبئةِ الفتّاكة.

مع الأسف، يُحرم الملايين من الحصول على اللقاح رغم نتائجه الرائعة، حيث أشارت أحدث التقارير المنشورة من قبل منظمة الصحّة العالميّة إلى وجود حوالي (25) مليون طفل لم يتلقّوا أي لقاحات أو تلقّوا لقاحات غير كافية في العام (2021)، ممّا يزيد خطورة إصابتهم بأمراض قاتلة أو شديدة الضرر، ومن المتوقّع أن الأعداد الحقيقيّة تفوق ذلك بكثير.

اللقاح للاجئين

القوانين وإدراج اللاجئين على برامج التطعيم في الدول المستضيفة

يقعُ اللاجئون ضحية عدم المساواة في توزيع التطعيمات، ممّا يضاعف الخطر على الأشخاص الذين هم بحاجة لتلقي اللقاح أكثر من غيرهم، وحسب الدراسات الصادرة عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) فإن معدّلات التطعيم للاجئين تكون أقلَّ من المتوسط لدى السكّان المحليين. ويعود ذلك لمجموعة من الأسباب أبرزها:

  1. تطلب بعض الدول وثائق ثبوتية يصعب على اللاجئين تأمينها.
  2. تعتمد دول أُخرى على أنظمة التسجيل عبر الإنترنت، مما يعيق تسجيل الأفراد المنقطعين عن الشبكة.
  3. عدم القدرة على تأمين جرعات تكفي الجميع.
  4. وجود أحكام قضائية تفرضها سلطات الهجرة بحق بعض اللاجئين.
  5. غياب الإحصائيات الصحيحة حول أعداد اللاجئين.

الصعوبات اللوجستية

تواجه الفِرق الطبيّة العديد من الصعوبات اللوجستية في مناطق عيش اللاجئين، ابتداءً من عدم وجود المراكز الصحيّة المؤهلة، وإن وُجدت فغالباً ما تكون في حالة مُزرية، تفتقر لأدنى معايير الصحّة والنظافة، وصولاً إلى صعوبة تأمين الأجهزة والمعدّات الطبية الضرورية.

صعوبة التواصل وحواجز اللغة

تشكّل اللغة عائقاً كبيراً أمام اللاجئين في الحصول على خدمات التعليم والصحة وتأمين فرص العمل، إضافةً إلى تعرّضهم للكراهية والتمييز من قبل الأجانب، وإن عدم فهم اللاجئين لمعايير الأنظمة الصحيّة في البلد المضيف يحرمهم وأطفالهم من أبسط حقوق الرعاية الصحية وعلى رأسها جرعات اللقاح.

الصعوبات الجغرافية و تمركز اللاجئين

غالباً ما تُقام مخيمات اللاجئين في المناطق النائية بعيداً عن مراكز المدن، بالتالي بعيداً عن المستشفيات والمراكز الصحيّة، ممّا يخلقُ تحدياً صعباً أمام العائلات في الوصول إلى أماكن التلقيح، ومن المفترض وجود نقاط طبية خاصّة وسط مراكز اللجوء.

تردد اللاجئين بتلقي التطعيم

يشعُر اللاجئون ببعض الخوف وعدم الثقة تجاه اللقاحات، وتراودهم الشكوك حول درجة أمانها وآلية عملها في الجسم، ممّا يجعلهم مترددين في تلقي جرعات اللقاح وتقديمها لأطفالهم، هذا ما يؤدي لتأخير المواعيد المفروضة في برامج التطعيم.

هناك مجموعة من العوامل التي خلقت هذه الهواجس في أذهان اللاجئين:

  • سماع معلومات خاطئة حول اللقاح.
  • عدم معرفة آلية عمل اللقاح ومكوناته.
  • الخوف من المضاعفات والآثار الجانبية التي تحدث بعد تلقي اللقاح.
  • التشكيك بفاعلية اللقاح بسبب الشائعات.
  • القلق من عدد مرات اللقاح التي يجب أن يخضع لها الطفل ضمن برامج التطعيم.

أهمية اللقاح الخاص بالبالغين

لا تقتصر أهمية اللقاحات على الأطفال فحسب، بل يجب الحفاظ على صحّة اللاجئين البالغين أيضاً، خصوصاً أولئك الذين تخلّفوا عن تلقي التطعيمات الأساسية في طفولتهم، نتيجة ظروف الحرب والتهجير التي عايشوها، وتُحدد اللقاحات التي يحتاجها البالغين بناءً على مجموعة عوامل مثل العُمر والظروف المعيشيّة ودرجة المناعة والتاريخ العلاجي.

قائمة بأبرز لقاحات البالغين التي نعمل على تأمينها للاجئين في برامجنا العلاجية:

  • فيروس كورونا (Covid-19).
  • لُقاح الأنفلوَنزا السنوي.
  • اِلتهاب الكبد الوبائي.
  • لُقاحات الكزاز والخناق والسعال الدّيكي (Tdap).
  • لقاح أمراض المكورات الرئويّة.
  • لقاح الحصبة والنكاف والحميراء (الحصبة الألمانية).

أهمية اللقاح الخاص بالأطفال

لقد أثبتت اللقاحات كفائتها العالية في القضاء على مجموعةٍ من الأمراض التي كانت سبباً رئيسيّاً في وفاة الأطفال أو إصابتهم بالإعاقات والمشاكل الصحيّة المزمنة عبر التاريخ، نظراً لضعف أجسادهم وقدرتها المناعيّة.

كما أن تحصين الطفل له دورٌ بارز في الحفاظ على صحّته مدى الحياة وفي مختلف الأعمار، والقضاء على الأمراض المعدية -من قبيل الحصبة والدفتريا وشلل الأطفال- لتحسين المناعة المجتمعيّة، مما يساعد في حماية الضعفاء والأفراد غير القادرين على تلقّي اللقاح لأسبابٍ خاصّة.

رغم هذا النجاح الذي حققته اللقاحات في إنقاذ حياة الطفل، لم يزل هناك ملايين الأطفال والرضّع من أبناء اللاجئين والنازحين في مخيمات اللجوء، يلقون حتفهم بسبب هذه الأمراض التي يمكن منعها بسهولة، لو توافرت جرعاتُ اللقاح رخيصةُ الثمن عظيمةُ الأثر!

اللقاح للاجئين

حلول منظمة سيما لتذليل صعوبات حصول اللاجئين على اللقاح

رغم وجود مجموعة هائلة من التحديات التي تقف في طريق حصول اللاجئين من الصغار والكبار على اللقاحات، إلّا أننا نعمل جاهدين على معالجتها وتوفير الحلول البديلة لكل مشكلة تواجهنا، وهذه حزمة من الإجراءات التي نتّبعها في هذا السياق:

  • تشكيل العيادات الطبيّة والفرق المتنقلة من أجل الوصول للاجئين القاطنين في المناطق البعيدة.
  • طمئنة الأهالي ورفع درجة الوعي حول أهمية اللقاح وفاعليته.
  • تقديم جرعات اللقاح حسب الحالات الأكثر أهمية.
  • إقامة النقاط الطبيّة الثابتة في مخيمات اللاجئين.
  • توفير اللقاح لجميع الفئات بصورة عادلة.
  • مساعدة اللاجئين في تجاوز عوائق التسجيل للحصول على اللقاح.

لكن هذه الجهود لا يمكن أن تستمر دون تكاتفنا معاً، في سبيل القضاء على الأمراض وتحقيق المناعة المجتمعية بين اللاجئين، لذلك ندعوكم إلى تقديم يد العون ودعم الكوادر الطبيّة في منظمة “SEMA” العالمية، التي تبذل أقصى طاقاتها لتوفير الرعاية الصحيّة للاجئين.

الأسئلة الشائعة

هل أخذ اللقاح مضر؟

لا، اللقاح آمن تماماً ويمنع الإصابة بالعديد من الأمراض الفتّاكة. قد يرافقع أحياناً بعض الآثار الجانبية وعادةً ما تكون خفيفة ومؤقتة، مثل الشعور بألم في الذراع أو بحمى خفيفة أو الاِحمرار في موضع الحقن.

ما هي اللقاحات التي يأخذها الطفل؟

هناك عدّة لقاحات يأخذها الطفل حسب مرحلته العمريّة وهي:
لُقاح اِلتهاب الكبد الفيروسي A, B.
لُقاح ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية.
لُقاح الكوليرا (يُعطى على عدّة جرعات).
لُقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).
لُقاح الكزاز والخناق والسّعال الديكي (DTaP).
لقاح شلل الأطفال.
لُقاح الإنفلوّنزا.
لُقاح الجدري.
لُقاح السل.

كيف اتعامل مع طفلي بعد اللقاح؟

قد يعاني الطفل من بعض الآثار الجانبيّة بعد تلقّي اللقاح مثل الألم في مكان الحقن أو حدوث اِرتفاع بسيط في درجة حرارة الجسم. ولتخفيف هذه الأعراض يمكنك إعطاء طفلك المسكنات أو الأدوية التي يوصي بها الطبيب، وتشجيعه على الاِسترخاء والراحة.

هل هناك لقاح للبالغين والكبار؟

نعم، هناك العديد من اللقاحات والتطعيمات الخاصّة بالبالغين والكبار والتي تمنع خطر الإصابة بأمراضٍ فتّاكة.

لنصنع لهم عالماً أفضل

Become A Volunteer
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *