المشاكل الصحية الشائعة بين اللاجئين
يقيم ملايين اللاجئين في مراكز اللجوء المؤقتة والمخيمات المتهالكة، يعيشون فيها تحت وطأة الفقر والجوع والعوز، وإن أصعب ما يعانونه هو اِنتشار المشاكل الصحيّة بين كبيرهم وصغيرهم، ابتداءً من جرحٍ بسيط يُصيب أحد الأطفال، وصولاً إلى أوبئة فتّاكة تحصد حياة المئات!
الإصابات العرضية
بحكم وجودهم في بيئة محفوفة بالمخاطر تنعدم فيها سُبل الأمان، يتعرّض اللاجئين يومياً لمختلف الإصابات السطحية، مثل الكسور والجروح التي تحدث بينما يلعب الأطفال في أرجاء المخيم بين الصخور والحجارة، أو تلك التي تتعرّض لها النساء أثناء إعداد الطعام باِستخدام وسائل بدائية. من هنا تبرز أهمية المستوصفات والنقاط الطبيّة الموجودة وسط اللاجئين لمعالجة مثل هذه الحوادث على الفور.
انخفاض حرارة الجسم في فصل الشتاء
يعدّ اِنخفاض درجة حرارة الجسم من الحالات الطبيّة الخطرة التي تعصف باللاجئين مع حلول كلِّ شتاء، إذ يمكن أن يؤدي الصقيع وعدم قدرة الجسم على تعويض نقص الحرارة، إلى الفشل الكامل في عمل القلب والجهاز التنفسي الذي قد يصل إلى الوفاة، وهذا ما حدث فعلاً في مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان وتركيا والشمال السوري.
على ذكر الشتاء ومأساته المتجددة، لابدّ من الإشارة إلى أهم التبرعات الشتوية التي يحتاجها اللاجئون للنجاة بأرواحهم خلال هذه الأشهر العصيبة:
- الملابس والأحذية الشتوية لجميع الفئات من الأطفال والنساء والرجال.
- البطانيات والفرشات والعوازل المطرية للخيام.
- المدافئ والوقود اللازم لها من المحروقات أو الحطب.
الحروق بمختلف درجاتها
ترتفع حالات الإصابة بالحروق بمختلف درجاتها في الشتاء أيضاً، إذ أن اِستخدام وسائل التدفئة غير الآمنة قد يؤدي إلى اِندلاع الحرائق واِلتهام خيام بأكملها، وهذا ما تعرضت له عدّةِ مخيماتٍ للاجئين السوريين، كما أننا لا نستبعد حدوث مثل هذه الكوراث في الصيف كذلك، وليس من المهم أن نعرف طريقة حدوث الحرائق، بقدر ما يجبُ علينا العمل على معالجتها وتأمين سُبل الوقاية منها مثل:
- تأمين وسائل الحماية من الحرائق كالحصر والطبقات العازلة.
- توفير المواد الأوليّة اللازمة لعلاج الحروق البسيطة في المستوصفات بشكل دائم.
- تقديم الدعم لمعالجة المصابين بحروق خطِرة ونقلهم إلى المشافي التخصصيّة.
اعتلالات القلب والشرايين والأوعية الدموية
تعدّ اعتلالات القلب والأوعية الدموية من أبرز الأمراض المزمنة التي يعاني منها اللاجئون، فهي تؤثر على نمط حياتهم وحياة عائلاتهم بصورة سلبيّة، إذ أنها تضاعف التحديات المالية التي يتكبدوها لتأمين تكاليف الأدوية والعلاج.
رغم ذلك، فإن إمكانية الوقاية من هذه الأمراض مرتفعة جداً، فحوالي (80%) من أمراض القلب والسكتات الدماغية وعدّة أنواع من السرطان، يمكن تلافيها من خلال تأمين نظام غذائي متكامل، والحدّ من التدخين والمواد الضّارة بين اللاجئين، وتشجيعهم على ممارسة الأنشطة البدنية يومياً.
مشاكل الحمل والمضاعفات المرتبطة بالولادة
إن الحصول على خدمات الصحة الجنسيّة والإنجابية ذات الجودة العالية حقٌّ لكلّ لاجئ، خصوصاً النساء اللواتي يعانينَ من مشاكل الحمل والمضاعفات المرتبطة بالولادة، التي قد تعرّض حياتهنَ وحياة أطفالهن للخطر، وللوقاية من هذه المشاكل يجب أن نعمل على:
- تأمين الرعاية الصحية المناسبة ما قبل وبعد الولادة.
- تعزيز الثقافة الجنسيّة ومفاهيم تنظيم الأسرة لدى اللاجئين.
- إتاحة الوصول لأدوات منع الحمل الآمنة.
- الوقاية من الأمراض المنقولة جنسياً وتأمين العلاج لها.
- رعاية الأطفال المولودين حديثاً حتى تستقر حالتهم.
داء السكري
يُعتبر السكّري من الأمراض المزمنة الخطيرة التي يجب السيطرة عليها، لأنها تفاقمها قد يودي بحياة المصابين أو يسبب بتر أحد أعضائهم السفلية، إضافةً إلى أنَّ معظم اللاجئين عاجزين عن تحمّل تكاليف العلاج وتأمين الأدوية اللازمة. للوقاية من السكّري ينصح الأطباء باِتّباع نظام غذائي صحّي وممارسة الرياضة، وهذا ما يفتقده اللاجئون.
المشاكل الصحية الشائعة بين الأطفال
الأطفال هم الفئة الأكثر عرضةً للإصابة بمختلف أنواع الأمراض، نظراً لضعف مناعتهم وعجز أجسامهم عن مقاومة المرض، خصوصاً ممّن لم يتلقّوا اللقاحات الضرورية، مما يزيد نسبة إصابتهم بأمراض خطيرة.
التهابات الجهاز التنفسي
يعدُّ الاِلتهاب الرئوي أحد أخطر الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي عند الأطفال، وذكرت منظمة اليونيسف في إحدى تقاريرها “أن هذا المرض هو المسبب الرئيسي لوفاة (700) ألف طفل دون الخامسة سنوياً، بمعدل طفل واحد على الأقل كل (45) ثانية، ويمكن منع جميع هذه الوفيات تقريباً.”
تتنوع أسباب إصابة الطفل بالاِلتهاب الرئوي، لتشمل البكتيريا والفيروسات والملوّثات الهوائيّة، وللوقاية من هذا المرض لدى اللاجئين يجب التركيز على الأمور التالية:
- اِتّخاذ الإجراءات الوقائية مثل تأمين الغذاء الجيد.
- الحفاظ على النظافة وحماية الأطفال من الهواء الملوّث والاِنبعاثات الضارّة.
- توفير لقاح المكوّرات الرئوية (PVC) الذي يحمي من العدوى البكتيريّة لجميع أطفال المخيمات.
- دعم الطواقم الطبيّة بالأدوات اللازمة للعلاج وعلى رأسها عبوات الأكسجين.
الإسهال
ينضم الإسهال إلى جانب الاِلتهاب الرئوي ليشكّلان معاً السبب الرئيسي في وفاة الملايين من الأطفال، متفوقين على جميع أمراض الطفولة الأُخرى مجتمعةً، وتتنبأ منظمة اليونيسف بأنه مع حلول العام (2030) سيبلغ عدد الأطفال الذين سيموتون بسبب هذين المرضين (24) مليون طفلاً.
ترتفع نسب الخطورة بالنسبة لأطفال المخيمات، ومع ذلك فإن إمكانية الوقاية من هذه الأمراض لا تتطلّب حلولاً مكلفة نظير مفعولها الفعّال، مثل تأمين الغذاء والرعاية الصحيّة الأوليّة والحد من التلوث.
الإلتهابات الجلدية
يتعرّضُ أطفال المخيمات أيضاً لمجموعة من الاِلتهابات الجلدية، مما يؤدي لظهور البثور والتقرّحات الجلدية أو تقشّر الجلد، ويستوجب علاجها والوقاية منها تأمين العلاجات الدوريّة، وتزويد اللاجئين بما يلزمهم من أدوية وكريمات جلديّة.
انتشار الأوبئة
إنَّ اِنتشار الأوبئة في صفوف اللاجئين ليس بالأمر الجديد، فقد شهدنا تفشّي مجموعة من الأمراض سابقاُ مثل الإيبولا والسارس وغيرها، وها نحن اليوم في مواجهة أنواع أُخرى من الوباء.
كوفيد – 19
يُعتبر فيروس كورونا أصعب أزمة صحيّة واجهتها البشرية في القرن الأخير، وبينما يعاني الجميع من آثار هذا الوباء، إلّا أنَّ اللاجئين هم الفئة الأكثر عرضةً لمخاطره، إذ أنهم يعيشون في ملاجئ ومخيمات مكتظّة خاليةً من أبسط وسائل الوقاية.
ما زالت تداعيات (كوفيد-19) مستمرة بالنسبة للاجئين، وما زالت الحاجة للدعم مستمرة، لتأمين جرعات اللقاح وتحصين كافّة الأفراد.
الملاريا
نشهد اليوم اِنتشاراً واسعاً للملاريا في كافّة أنحاء العالم، وهو مرضٌ فتّاك ينتقل عن طريق العدوى، ورغم إمكانية الوقاية والشفاء منه، فإنه يشكل حوالي (20%) من إجمالي الأمراض حسب ما ذكرته المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
الكوليرا
الكوليرا مرض معدي يسبب إسهالاً حاد نتيجة تناول الأطعمة الملوثة أو شرب المياه الملوثة، وتُصيب الأطفال والبالغين على حدٍّ سواء، كما يمكن أن تؤدي للوفاة خلال ساعات ما لم يتم علاجها.
يعتبر علاج الكوليرا سهل نسبيّاً، ولكنه يحتاج للتطبيق بأسرع وقت ممكن، من خلال إعطاء المرضى محاليل الإمهاء الفموي، هذا ما يجعل تأمين الكميات الكافية من العلاج قبل تفشّي المرض بين اللاجئين أمراً شديد الأهميّة.
استجابة منظمة سيما لمواجهة المشاكل الصحية والأوبئة
نؤكّد في منظمة سيما العالمية على حق جميع اللاجئين بالحصول على خدمات الرعاية الصحيّة، ونسعى جاهدين لتحويل هذه الحقوق من كونها مجرّد شعاراتٍ رنّانة إلى خطوات فعّالة قابلة للتنفيذ على أرضِ الواقع، من خلال تأهيل الطواقم الطبيّة وتأمين الأدوية اللازمة وتقديم العلاج للاجئين المستحقّين. بادر الآن وكن سبباً في نشر الخير، إنَّ تبرّعك سيرفع الألم عن مئات الآلاف من النساء والأطفال والمصابين المستضعفين.
الاسئلة الشائعة
ما هي الأمراض المعدية وكيفية الوقاية منها؟
الأمراض المُعدية هي الأمراض التي تحدث بسبب مِكروبات مُمْرضة؛ مثل الجراثيم والفيروسات والطفيليات والفطريات، ويمكن أن تنتشر من شخص لآخر ومن الحيوانات إلى البشر.
ويمكن الوقاية منها من خلال:
الحفاظ على النظافة الشخصيّة.
الحصول على اللقاحات.
عدم الاِختلاط مع المصابين.
ماذا تفعل عند انخفاض درجة حرارة الجسم؟
عند انخفاض درجة حرارة الجسم يجب نقل المصاب فوراً من المكان البارد إلى مكان أكثر دفئاً، وتغطيته بالبطانيات والملابس، وتزويده بالسوائل الدافئة في حال لم يفقد الوعي، ثم اِصطحابه للمشفى للتأكد من سلامة وظائفه الحيوية.
ماذا يوضع على الحرق مباشرة؟
في حالة الحروق البسيطة من الدرجة الأولى والثانية، يجب تبريد الحرق بالماء ذو ردة حرارة طبيعية (ليس شديد البرودة) لمدّة عشر دقائق، ثم وضع المراهم الخاصّة. أما في حالة الحروق العميقة يجب إسعاف المصاب للمشفى فوراً.
متى يكون الحرق خطير؟
يكون الحرق خطيراً عندما يتجاوز الطبقة الأولى والثانية من الجلد، وهما البشرة والأَدَمة.
ما هي أعراض الإصابة بمرض السكري؟
تعتمد أعراض الإصابة بمرض السكري على مستوى السكر في الدم، ومن أعراضه:
الشعور بالعطش.
كثرة التبول.
فقدان الوزن.
الشعور بالتعب والوهن.
التقلّبات المزاجية.
بطء التئام القروح.
الإصابة بالكثير من حالات العدوى.
كم مدة علاج الالتهاب الرئوي عند الاطفال؟
يبدأ الطفل بالتحسّن خلال يومين من أخذ الدواء، وعادةً ما يختفي الالتهاب الرئوي في غضون أسبوعين.
هل التهاب الشعب الهوائية خطير للاطفال؟
عادةً ما تتحسن حالة الطفل من تلقاء نفسها، لكن يمكن أن يكون التهاب الشعب الهوائية خطيراً في بعض الحالات وقد يؤدي للإصابة بالاِلتهاب الرئوي.