تُعتَبر تفاصيل الحياة البسيطة صعبةً بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة، وخاصةً الأطفال منهم، حيث يتعرضون للعديد من التحديات في حياتهم اليومية، بالمقابل أدى التطور التقني في عصرنا إلى إحداث تغيير جذري في حياة الأشخاص المعاقين، وظهرت تقنيات مساعدة للكثير منهم؛ مثل الكراسي المتحركة والسماعات الطبية.
في هذا المقال، سنناقش حجم الحاجة للكراسي المتحركة والسماعات الطبية للأطفال المعاقين، خاصةً في أماكن اللجوء والنزوح، وتسليط الضوء على معاناة هذه الفئة لتلبية أبسط متطلبات الحياة اليومية.
الحاجة للكراسي المتحركة من أجل المعاقين
تُعد الكراسي المتحركة واحدة من أهم الأدوات التي تمكّن الأشخاص المعاقين من التنقل والتحرك بسهولة، لكن هذه الأداة ليست متاحة للجميع، خاصةً في الدول النامية التي تعاني من نقصٍ في الموارد الطبية.
وفي الوقت نفسه، تواجه العائلات التي يعاني أحد أفرادها من حالات مثل التقلصات العضلية أو الشلل الدماغي أو الإصابات النخاعية، تحدياتٍ متعلقة بالحاجة إلى كراسي متحركة باهظة الثمن، مما يجعلها غير متاحة للجميع.
الأطفال المعاقين في الدول النامية ومناطق النزوح
في الدول النامية يواجه الأطفال من ذوي الإعاقة، تحديات كبيرة في الوصول إلى الرعاية الطبية اللازمة، كما يتعرض الأطفال المعاقين في مناطق النزوح للعديد من المخاطر.
حيث يعانون من صعوبة في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة، إلى جانب عدم إمكانية الوصول إلى المرافق التي تُسهِّل لهم حياتهم، وتتيح لهم حرية الحركة.
ومن هنا تأتي أهمية الكراسي المتحركة لهذه الفئة، حيث يمكن أن تمنح الأطفال المعوقين الحرية في الحركة وتساعد في تحسين جودة حياتهم.
الاحتياج للكراسي المتحركة للأطفال المعاقين
يحتاج الأطفال المعاقين إلى الكراسي المتحركة لتمكينهم من الحركة بسهولة في المدارس والمنازل والأماكن العامة، حيث يمكن أن توفر لهم حرية الحركة بدون الحاجة إلى مساعدة الآخرين.
ومن المهم أن يتم توفير الكراسي المتحركة للأطفال المعوقين في سن مبكرة، حتى يتمكنوا من استخدامها بثقة وسهولة، بما يدعم نموهم، وتطورهم الفيزيائي والعقلي والنفسي.
أنواع الكراسي المتحركة للأطفال المعاقين
هناك عدة أنواع من الكراسي المتحركة المتاحة للأطفال ذوي الإعاقة، سواء كانت يدوية أو كهربائية. وفيما يلي بعض الأمثلة:
1. الكراسي المتحركة اليدوية: وهي كراسي متحركة تتم تحريكها بواسطة المستخدم أو مقدم الرعاية وعادة ما تكون أقل تكلفة من الكراسي المتحركة الكهربائية. وبعض الأنواع الشائعة من الكراسي المتحركة اليدوية للأطفال تشمل:
– الكراسي المتحركة اليدوية القياسية: وهي النوع الأساسي من الكراسي المتحركة وتحتوي على عجلتين كبيرتين في الخلف وعجلتين صغيرتين في الأمام. وهي خفيفة الوزن وسهلة النقل.
– الكراسي المتحركة اليدوية الخفيفة: وهي كراسي متحركة تم تصميمها لتكون أخف وأسهل في التحرك من الكراسي المتحركة اليدوية القياسية. وغالبًا ما تكون مصنوعة من مواد مثل الألمنيوم أو التيتانيوم.
2. الكراسي المتحركة الكهربائية: وهي كراسي متحركة تعمل بمحرك كهربائي ويتم التحكم بها بواسطة عصا تحكم أو نوع آخر من المتحكمات. وبعض الأنواع الشائعة من الكراسي المتحركة الكهربائية للأطفال تشمل:
– الكراسي المتحركة الكهربائية القياسية: وهي كراسي متحركة كهربائية بتصميم وميزات أساسية ومناسبة للأطفال الذين يحتاجون إلى كرسي متحرك للاستخدام اليومي.
– الكراسي المتحركة المساعدة بالطاقة: وهي كراسي متحركة تجمع بين الطاقة اليدوية والكهربائية. وتحتوي على محرك لمساعدة المستخدم في تحريك الكرسي المتحرك، ولكن يمكن دفعها يدويًا إذا لزم الأمر.
– الكراسي المتحركة الواقفة: وهي كراسي متحركة كهربائية تسمح للمستخدم بالوقوف أثناء استخدام الكرسي المتحرك. ويمكن أن يكون هذا مفيدًا للأطفال الذين يحتاجون إلى الوقوف لأسباب طبية أو للوصول إلى أماكن عالية.
ويعتمد النوع المناسب من الكرسي المتحرك للطفل وفقاً لاحتياجاته وقدراته الفردية، إلا أن معظم الأطفال يواجهون بعض الصعوبات المُتعلقة باستخدام الكراسي المُتحركة اليدوية وذلك لضعف عضلات اليدين في مرحلة التكوين في الصغر.
ولذا تستدعي الحاجة في معظم الأحيان إلى الاعتماد على الكراسي الكهربائية باهظة الثمن، والتي يصعُب على العائلات الفقيرة للأطفال ذوي الإعاقة تحمُل تكاليفها، الأمر الذي يتطلب مُساعدتهم ومد يد العون لهم.
الصعوبات التي تواجه عائلات الأطفال المعاقين
من الصعب على العائلات التي تعيش في الدول النامية ومناطق النزوح واللجوء؛ توفير الكراسي المتحركة والسماعات الطبية لأطفالهم المعوقين، لأنّ هذه الأدوات باهظة الثمن ومن الصعب توفيرها، ويتطلّب ذلك جهودًا وموارد إضافية.
بالمقابل يمكن للمنظمات الخيرية والأفراد المساهمة في جهود توفير هذه الأدوات للعائلات التي تحتاجها.
المعينات السمعية للأطفال والكبار
تُعتبَر السماعات الطبية من بين الأدوات الحديثة التي تساعد الأشخاص الصم على تحسين جودة حياتهم، وتأتي السماعات الطبية بمجموعة متنوعة من الأحجام والأشكال والخصائص، ويمكن تصميمها لتناسب احتياجات الأطفال والكبار على حدٍّ سواء.
وتساعد السماعات الطبية في تحسين قدرة الشخص على السمع والتواصل، كما تساعد في تحسين جودة حياة مستخدميها.
أهمية السماعات الطبية للأطفال
تُعتبَر السماعات الطبية مهمة للصم كباراً وصغاراً، حيث تساعدهم في تحسين القدرة على السمع والتواصل، ليتمكنوا من الاستماع إلى الآخرين وفهم ما يقولونه، وبالتالي تحسين التواصل لديهم بشكل أكبر.
وتساعد السماعات الطبية في تحسين القدرة على التعلم، حيث يمكن للأطفال المعوقين التواصل مع المعلمين والزملاء بشكل أفضل.
من المهم التركيز على توفير السماعات الطبية للأطفال ذوي الإعاقة السمعية في سن مبكرة، حيث يمكن أن تحسن نوعية حياتهم وتساعدهم على التعلم والنمو بشكل أفضل.
عملية تركيب المعينات السمعية
تشتمل عملية تركيب المعينات السمعية على عدة خطوات، وتختلف تلك الخطوات باختلاف نوع المعينات السمعية، وتشتمل تلك الخطوات على:
- إجراء فحص طبي للتأكد من عدم وجود مشاكل صحية تعيق تركيب المعينات السمعية.
- إجراء فحص سمعي لتحديد مستوى السمع ونوع الضعف السمعي.
- إجراء قياسات فيزيائية لتحديد حجم الأذن وشكلها وموضع المعينات السمعية داخلها.
- تصميم السماعات الطبية وفقًا لمتطلبات الفرد.
- تركيب السماعات في الأذن.
- ضبط السماعات الطبية لتلائم احتياجات الفرد وتحسين جودة الصوت.
نصائح لأولياء أمور الأطفال الذين يرتدون أجهزة السمع
يجب على أولياء الأمور توفير العناية اللازمة لأطفالهم الذين يرتدون أجهزة السمع واتباع بعض النصائح المهمة ومنها:
- التأكد من أنّ السماعات الطبية تلائم حجم وشكل أذن الطفل.
- أنّ السماعات تعمل بشكل جيد.
- تنظيف السماعات الطبية بانتظام.
- عدم ترك السماعات في الرطوبة أو الحرارة الشديدة.
- تحديد مواعيد منتظمة لزيارة الطبيب والكشف الدوري لحالة الطفل
- تحديث السماعات الطبية وتحسين جودة الصوت بشكل مستمر.
- الحصول على المشورة والتوجيهات اللازمة حول كيفية العناية بالمعينات السمعية.
تبرع لتغيير حياة الأطفال المعاقين
تساهم التبرعات الخيرية بشكل أساسي في توفير الكراسي المتحركة والسماعات الطبية والعلاجات اللازمة للأطفال ذوي الإعاقة من المحتاجين.
بتقديم الدعم المالي للمنظمات الخيرية المعنية بالأطفال المعاقين، يمكن لهؤلاء الأطفال أن يتلقوا الرعاية اللازمة، والعلاجات التي يحتاجون إليها لتحسين نوعية حياتهم وزيادة فرصهم في التعليم والتطوّر.
تُعتبر المعينات السمعية والكراسي المتحركة من الأدوات والتقنيات التي يمكن استخدامها لمساعدة الأطفال ذوي الإعاقة في تحسين جودة حياتهم.
ويمكن للأفراد المهتمين بدعم هذه الجهود التبرع للعديد من المؤسسات الخيرية، والمنظمات التي تعمل على توفير المعينات السمعية، وغيرها من الأدوات والتقنيات للأطفال المعوقين.
تجربة منظمة سيما مع الكراسي المتنقلة و السماعات الطبية
تعمل الرابطة الطبية للمغتربين السوريين “سيما” على تقديم جهود الإغاثة للاجئين والنازحين، بما يضمن حصولهم على الرعاية الطبية اللازمة وتحسين حياتهم وسبل معيشتهم وفرص تعليمهم.
تقوم منظمة سيما بتوفير الكراسي المتنقلة، والسماعات الطبية للأشخاص اللاجئين والنازحين الذين يحتاجون إليها، عبروتوزيع هذه التقنيات الحيوية، مع تقديم الدعم المادي والمعنوي للأشخاص ذوي الإعاقة وعائلاتهم.
ويندرج مشروع سيما لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة ضمن مجموعة من المبادرات التي تحملها المنظمة على عاتقها، إلى جانب العديد من المبادرات الإنسانية والإغاثية في أماكن النزوح واللجوء شمال سوريا، بما في ذلك الأدوات الطبية، والمساعدات الغذائية، والمأوى، والمياه النظيفة، والصرف الصحي.
وتهدف منظمة سيما إلى تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة واللاجئين والنازحين، وتعمل على توفير الدعم والرعاية لهم، وتعزز التعاون مع المؤسسات الإنسانية والخيرية الأخرى لتحقيق هذا الهدف المشترك.
ساهم مع سيما لإغاثة ذوي الإعاقة من اللاجئين والنازحين
ندعوك في منظمة سيما لتساهم في توفير الكراسي المتحركة، والسماعات الطبية للأشخاص ذوي الإعاقة، حيث يتم استخدام التبرعات، لتوفير الدعم والرعاية اللازمين للأشخاص ذوي الإعاقة، وتحسين جودة حياتهم، إلى جانب توفير الخدمات الصحية والتعليمية والتدريب المهني وغيرها من الخدمات.
يمكن للتبرعات أن تساعد في تحقيق فرق كبير في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، وتساهم في بناء مجتمع شامل ومتكافئ للجميع.
الأسئلة الشائعة
ما هو أصغر سن تحصل فيه على سماعات أذن طبية؟
إن أصغر سن يُمكن للأطفال الذين يعانون من صعوبات في السمع الحصول فيه على المعينات السمعية يُمكن أن يبدأ من عمر 6 أشهر.
هل يمكن أن يكون لدى الأطفال مساعدات سمعية في الأذن؟
نعم، يمكن للأطفال الحصول على مساعدات سمعية في الأذن تسمى “سماعات الأذن الصغيرة”.
ما هو أصغر سن للكرسي المتحرك؟
تختلف احتياجات الأطفال من الكراسي المتحركة بِناءً على نوع الإعاقة ودرجة حركتهم، ولكن عادةً ما يبدأ الاستخدام من سن 3 سنوات وما فوق.