فضل الصدقة والزكاة وأهميتها في رمضان

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «إذا جاءَ رمضان فتحت أبوابُ الجنَّة، وغلِّقت أبوابُ النار، وصُفِّدت الشّياطين».

رمضان هو شهر الرحمة ومضاعفة الأُجور والتكفير عن الخطايا والذنوب، فالرابح فينا من اِغتنمه في أداء الطاعات والعبادات، وإنَّ من أفضل ما يتقرّب فيه العبد إلى ربه في هذا الشهر المبارك هي صدقةٌ ترفعُ مقامه وزكاةً تُطهّر روحه وماله.

الصدقة في الإسلام

الصدقة في الإسلام هي ما يدفعهُ المسلم رغبةً وتطوّعاً لوجه الله تعالى، دون أن يتبعها بالمنّ والأذى، فالصدقة ليست واجبة ولا حرج على من لم يؤديها، إنما ينالُ فاعلها فضلاً وأجراً عظيماً في الدنيا والآخرة؛ إذ ورد ذكرها في العديد من الآيات والأحاديث الشريفة، ومنها:

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه، عَنِ اَلنَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اَللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ.‏.‏.» فَذَكَرَ اَلْحَدِيثَ وَفِيهِ: «وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ» [متفقٌ عليه].

• كما أن الصدقة طريقٌ لتوبة المُذنبين وعودة الغافلين، إذ قال تعالى في قرآنه الكريم: (أَلَمۡ یَعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ یَقۡبَلُ ٱلتَّوۡبَةَ عَنۡ عِبَادِهِۦ وَیَأۡخُذُ ٱلصَّدَقَـٰتِ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِیمُ) [سورة التوبة 104].

• (إِنَّ ٱلۡمُصَّدِّقِینَ وَٱلۡمُصَّدِّقَـٰتِ وَأَقۡرَضُوا۟ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنࣰا یُضَـٰعَفُ لَهُمۡ وَلَهُمۡ أَجۡرࣱ كَرِیمࣱ) [سورة الحديد 18].

الزكاة في الإسلام

أمّا الزكاة فهي ثالث أركان الإسلام وهي فرضٌ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ كوجوب الصلاة، فاعلها يُثاب ومانعها يُعاقب، والزكاة في اللغة تعني النماء والزيادة والطهارة، كما أنَّ لها أنواعٌ وشروط محدّدة.

تُعرفُ الزكاة بأنها: مالٌ مخصوص يؤخذُ من مال مخصوص، يُدفع لجهاتٍ مخصوصة في زمنٍ مخصوص، ورد ذكرها مراراًوتكراراً في القرآن الكريم.

• (إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُا۟ ٱلزَّكَوٰةَ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ) [سورة البقرة 277].
• (وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِیعُوا۟ ٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ) [سورة النور 56].
• (وَمَاۤ أُمِرُوۤا۟ إِلَّا لِیَعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ مُخۡلِصِینَ لَهُ ٱلدِّینَ حُنَفَاۤءَ وَیُقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَیُؤۡتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَذَ ٰ⁠لِكَ دِینُ ٱلۡقَیِّمَةِ) [سورة البينة 5].

الجود والعطاء في شهر رمضان المبارك

يُقبلُ علينا شهر رمضان الكريم مرّةً كلَّ عام بمثابةِ فرصة لتوبة المذنبين وزيادة قرب الطائعين، فلا يمكن أن يكونِ حالنا في رمضان كما كان عليه قبل رمضان، إذ علينا الاِجتهاد في أداءالطاعات ونهل الخيرات، وذلك اِقتداءً برسولنا الأعظم الذي أبرز فضل الزكاة في رمضان.

• عن أنس رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال: «أفضل الصدقة صدقة في رمضان».
• عن اِبن عبّاس رضي الله عنهما قال: «كانَ رسولُ الله ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيُدارسه القرآن، فالرسول الله ﷺ أجودُ بالخير من الريح المُرسَلة».

فضل الصدقة في رمضان وثمراتها

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله ﷺ: «إذا كانَت أوَّلُ ليلةٍ من رمَضانَ صُفِّدتِ الشَّياطينُ ومَردةُ الجِنِّ وغلِّقت أبَوابُ النَّارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ وفُتِحت أبوابُ الجنَّةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ ونادى منادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِر وللَّهِ عتقاءُ منَ النَّارِ وذلِك في كلِّ ليلةٍ».

تنمية الإيثار لدى النفس

أداء الصدقة في رمضان هي تدريبٌ عمليّ على التحرر من سيطرة الشهوات والملذّات، إذ تساهم في تنمية الزهد في المال وإيثار مساعدة الفقراء والمحرومين والتغلّب على سطوة النفس البشرية.

البذل والعطاء يقرب المجتمع من بعضه

لا تقتصر فوائد الزكاة على الفرد وإنما تننشرُ لتعمَّ المجمتع الإسلامي بأسره، فتعزّز أواصر المحبّة والتآخي بين المسلمين وتنشر المحبة والسلام بينهم، عدا عن دورها الكبير في إنعاش الاِقتصاد ودورات المال.

تطهير للمال والنفس

إنَّ أحد أعظم ثمرات الزكاة والصدقة هي تطهير مال المسلم ونفسه من الشوائب التي تُعكّر صفوها.

قال تعالى: (خُذۡ مِنۡ أَمۡوَ ٰ⁠لِهِمۡ صَدَقَةࣰ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّیهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَیۡهِمۡۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنࣱ لَّهُمۡۗ وَٱللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ) [سورة التوبة: 103].

السعة في الرزق

الصدقة سببٌ لزيادة الرزق في رمضان وغيره، فعن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال‏: «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز وجل» [‏رواهُ مسلم‏]‏‏.‏

تأخير أو تقديم إخراج الزكاة في رمضان

يجبُ على المسلم دفع زكاة المال عندما تبلغ أمواله قيمة النصاب وأن يحول عليه  الحَوْل، ما يعني مرور سنة هجريّة كاملة على اِمتلاك المال بعد بلوغ النصاب، لكنّ عامةً المسلمين يرغبون بأدائها في رمضان لما فيه من مضاعفة للأجور والرحمات.

إذ يجوز تقديم إخراج الزكاة قبل موعدها ودفعها في رمضان، بينما يحرُم تأخير الزكاة عن موعدها المحدّد حتى وإن كان ذلك بغاية دفعها في رمضان.

فمن كانت زكاته في رمضان، أو بعد رمضان ولكنه أخرجها في رمضان متعجلاً ليدرك فضيلة الزكاة في رمضان فلا بأس في ذلك، أما إن كانت زكاته تجب قبل رمضان (كشهر رجب مثلاً) فأخّرها حتى يخرجها في رمضان فإن هذا لا يجوز.

منظمة سيما وتوزيع الصدقات والزكاة على المهجرين واللاجئين

تُعتبر الرابطة الطبية للمغتربين السوريين “سيما” واحدةً من أولى المنظمات الإغاثية التي هبّت لتقديم يد العون والمساعدة للأهالي المستضعفين في سوريا بمن فيهم من ملايين النساء والأطفال، من خلال عدّة برامج لرعاية اللاجئين في جميع المجالات من الرعاية الصحية وتقديم الغذاء والدواء وغيرها.

يمكنك المُساهمة في إدخال الفرحة إلى قلوبهم وتخفيف معاناتهم في أيام رمضان المباركة، وتأكّد من أن صدقاتك وتبرّعاتك ستصل لمستحقيها الحقيقيين بكلّ أمانة ومصداقية.

المصادر

• https://sunnah.com/ 
• https://www.zakat.org/ar/can-zakat-payment-be-delayed-or-advanced 
• https://www.zakat.org/ar/what-is-the-difference-between-zakat-and-sadaqah