تحتوي سوريا وحدها على أكثر من (12) مليون إنسان يواجهون اِنعداماً حاداً في الأمن الغذائي، وقد عبّر المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي (WFP) عن الوضع هناك قائلاً:
“عندما نقول أن الوضع في سوريا يُنذِر بالخطر، فإن هذا لا يعكس الواقع السيء. فالحقيقة المفجعة لملايين الأُسر السورية هي أنهم لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية.”
الأمن الغذائي
إن مصطلح الأمن الغذائي مفهوم واسع يشمل جوانب عدّة، ويمكننا تعريفه ببساطة على أنه قدرة الأفراد على تأمين الغذاء الكافي والسليم الذي يضمن لهم حياةً صحيّة، في أي وقت من الأوقات، وهذا ما يفقدهُ الملاييين من اللاجئين، ممن يعيشون تحت خط الفقر ويعانون اِنعداماً تاماً في الأمن الغذائي.
أنواع سوء التغذية
قد يكون سوء التغذية على شكل قلّة في الوزن أو على هيئة سمنة مفرطة، لكننا في حالة اللاجئين نتحدث عن درجات مرعبة من العوَز الغذائي، الذي يهدد حياة أجيالٍ بأكملها!
سوء التغذية عند الرضع والأطفال
يدفعُ الأطفال الأبرياء ثمن حروبٍ طاحنة لا ذنب لهم فيها، حيث ترتفع معدّلات سوء التغذية بين الرضّع والأطفال بكثرة. ويؤدي ذلك إلى إصابتهم بأمراض شديدة الخطورة تأخذ الأشكال الآتية:
- التقزّم (اِنخفاض الطول بالنسبة للعمر).
- الهزال (اِنخفاض الوزن بالنسبة للطول).
- نقص الوزن (انخفاض الوزن بالنسبة للعمر).
- عوز الفيتامينات والمعادن.
سوء التغذية عند البالغين
عندما يضطرّ الآباء والأمهات على قَطعٍ لقمة العيش عن أفواههم لأجل تغذية أطفالهم، فمن الطبيعي أن تنتشر حالات سوء التغذية عند البالغين أيضاً، مما يؤدي إلى اِرتفاع نسبة إصابتهم بالمشاكل الصحية والأمراض المزمنة، إلى جانب شعورهم الدائم بالوهن والتعب.
سوء التغذية عند كبار السن
من الطبيعي أن يتعرّض كبار السن إلى مشاكل سوء التغذية عند تقدّمهم بالعمر، نتيجة ضعف أجسامهم وانخفاض كفاءة أجهزتهم الحيوية، فلنا أن نتخيّل ما الذي سيحدث عندما تجتمع الشيخوخة مع حياة اللجوء القاسية.
أسباب سوء التغذية عند اللاجئين
توجد العديد من مسببات سوء التغذية مثل تناول الأغذية غير الصحية، والتقدم في السن، والتدخين الشره، وأمراض المعدة وغيرها، بينما هناك عوامل أساسيّة تؤدي لحدوث سوء التغذية عند اللاجئين تتمثّل في:
قلة تناول الطعام
إنّ نقص الموارد الغذائيّة هو السبب الرئيسي وراء اِنتشار سوء التغذية لدى اللاجئين، فهم عاجزين عن تأمين اِحتياجاتهم من الغذاء بسبب الفقر المدقع وقلّة فرص العمل، والنقص الشديد في قيمة المساعدات الإنسانية الدولية.
إليك أهم أنواع الغذاء التي يحتاجها هؤلاء المستضعفين لدعم صحّتهم الغذائية:
- البقوليات والحبوب مثل الرز والقمح والعدس والبرغل.
- زيت الزيتون وزيت عبّاد الشمس.
- المواد الأساسية كالسكر والملح والبهارات.
- الفاكهة والخضروات.
- اللحوم الدسمة ومنتجات الألبان.
النزوح والتهجير
خلصَت أحد الدراسات التي أجرتها جامعة كامبريدج البريطانية، إلى وجود تأثير مباشر لاِنعدام الأمن الغذائي على الصحة العقلية والنفسية، وهذا ما يبدو واضحاً على الحالة العامّة للاجئين، إذ أن نقص الغذاء يسبب اضطرابات نفسية، وتراجعاُ في مستويات الذكاء والإدراك وقلّة التركيز.
ية كما أن تأثيره الكارثي يمتد ليصل إلى الأطفال، إذ أنه يؤدي إلى بطئ النمو العقلي والاِستيعاب، ومشاكل سلوكية كالعدوانية والقلق، إلى جانب الاِكتئاب المستمر الذي قد يصل إلى تولُّد أفكارٍ اِنتحارية.
برامج التغذية العلاجية
تعمل فرق الاِستجابة السريعة لحالات سوء التغذية لدينا على تشخيص الحالات، ووضع برامج التغذية العلاجية لإنقاذ الأطفال المتضررين، وتقديم المشورة والتوعية للأهالي حول مخاطر سوء التغذية، بالإضافة إلى تزويدهم بالأغذية العلاجية مثل زبدة الفستق الوقائية، وتتميّز هذه الأغذية بأنها:
- تحتوي على مجموعة متكاملة من البروتينات والفيتامينات والمعادن.
- طعمها جيد ومحبوب من الأطفال وسهلة الهضم.
- مدة صلاحية طويلة الأمد تجعلها قابلة للتخزين.
- جاهزة للأكل مباشرةً.
تحديد وقياس درجة سوء التغذية لدى الأطفال
بعد خضوعهم للتدريبات التخصصيّة في مراكزنا وبالتنسيق مع منظمة اليونيسيف، تنطلقُ فِرق الاِستجابة السريعة إلى العديد من المناطق والمخيمات وإجراء عمليات المسح التغذوي للأطفال من عُمر الـ (6) أشهر حتى (5) سنوات، بالإضافة للنساء الحوامل والمرضعات، وتقديم المشورات حول الرضاعة الطبيعية والنظافة الشخصيّة.
يتم قياس درجة سوء التغذية لدى الأطفال بطرقٍ اِحترافية كالآتي:
- طريقة فحص محيط منتصف الذراع (MUAC): إذ يتم خلالها اِستخدام شريط بلاستيكي ملوّن وفق ثلاث مستويات باللون (الأحمر والأصفر والأخضر)، ثم تحديد نقطة على اليد اليسرى للطفل بين الكوع والكتف ولفّ الشريط عليها، فيُشير اللون الظاهر إلى درجة سوء التغذية، كالتالي:
- اللون الأخضر: يعني أن الطفل بحالة جيّدة.
- اللون الأصفر: يعني أن الطفل معرّض لخطر سوء التغذية.
- اللون الأحمر: يعني أن الطفل يعاني من سوء التغذية الحاد.
- المقارنة بين نسبة الوزن مقابل الطول الطبيعي.
- الفحص السريري: يتضمن الكشف عن الأعراض الأُخرى التي قد تُشير لنقص التغذية -مثل تغيُّرات الجلد والشعر وتجمُّع السوائل في الأطراف أو البطن- التي تساعد على تأكيد التَّشخيص ومعرفة درجة نقص التغذية.
تدخل منظمة سيما من أجل الوقاية من مرض سوء التغذية
تعمل طواقم الرابطة الطبية للمغتربين السوريين “سيما” بالتعاون مع جهات محليّة ودولية، على تقديم الخدمات الغذائيّة والوقائيّة ومعالجة سوء التغذية، من خلال برامج التغذية والصحة المجتمعية.
انطلاقاً من إدراكنا لحجم المعاناة التي يعيشها اللاجئين، فإننا نعمل دون هوادة على إجراء عمليات المسح عن المصابين بسوء التغذية داخل المخيمات، ونقل الحالات الحرِجة إلى مراكزنا التخصصيّة تحت إشراف أخصائيي التغذية الأكفاء، والفرق الطبيّة المؤهلة. هدفنا حمل الخير للجميع ويمكنك أن تكون جزءاً منّا من خلال دعمك وتبرعك مهما كانت قيمته.
الأسئلة الشائعة
ما هي أنواع سوء التغذية؟
ينقسم سوء التغذية إلى نوعين رئيسيين:
نقص التغذية: النوع الناتج عن عدم الحصول على كميات كافية من الغذاء، مما يؤدي إلى ظهور أمراض خطيرة مثل الهزال والتقزّم ونقص الوزن وعوز الفيتامينات والمعادن، وهذا ما يعاني منه ملايين اللاجئين السوريين.
فرط التغذية: ينتج عن الاستهلاك غير الطبيعي للأطعمة، مما يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة المفرطة.
ما هو المقصود بسوء التغذية؟
يُشير مصطلح سوء التغذية إلى وجود خلل في كميات الغذاء التي يجب أن يحصل عليها الإنسان، وتشمل مشاكل نقص التغذية والسمنة المفرطة، ويعتبر سوء التغذية من أخطر الأمراض التي يواجهها اللاجئون بجميع فئاتهم العمرية.
ما هي الأمراض الناتجة عن سوء التغذية؟
يساهم سوء التغذية في تفاقم الأمراض غير السارية – مثل أمراض القلب والسرطان والسكري- كما يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأمراض لدى الأطفال والبالغين وكبار السن وأبرزها:
التقزّم (اِنخفاض الطول بالنسبة للعمر).
الهزال (اِنخفاض الوزن بالنسبة للطول).
نقص الوزن (انخفاض الوزن بالنسبة للعمر).
عوز الفيتامينات والمعادن.
كيف يتم قياس سوء التغذية عند الأطفال؟
تقوم فِرقنا الطبيّة بقياس سوء التغذية عند الأطفال اللاجئين من خلال:
إجراء فحص محيط منتصف الذراع لدى الطفل (MUAC).
قياس نسبة الطول والوزن عند الطفل.
إجراء الفحوصات السريريّة.