تُعتبر أزمة اللاجئين التي نعيشها اليوم الأخطر عبر تاريخ البشرية، في حين تجاوزت أعداد اللاجئين عتبة الـ 100 مليون إنسان حول العالم بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وذلك نتيجةً للحروب والصراعات الطاحنة التي أجبرت ملايين البشر على الخروج من منازلهم قسراً، للبحث عن مكانٍ آمن لهم ولأطفالهم. سنتعرّف في هذا المقال على تعريف اللاجئين وأنواع طلب اللجوء المختلفة، والفرق بين اللاجئين والنازحين داخلياً وعديمي الجنسية.
طالبو اللجوء
في البداية، ما هو تعريف اللاجئين؟ هم الأفراد الذين أُجبروا على الفرار من أوطانهم وبلدانهم قسراً، هرباً من الحروب أو خوفاُ من الاضطهاد والعنف القائم على الجنس أو الدين أو الرأي، ويحقّ لهم اللجوء إلى الخارج بموجب مواثيق حقوق الإنسان العالمية. وفيما يلي أبرز أنواع طالبي اللجوء حول العالم:
اللاجئ هرباً من الحرب
اللاجئ هرباً من الحرب اللاجئ الذي يفر من الحرب هو الشخص الذين يترك بلده بسبب الصراعات المسلحة والحروب والاضطرابات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تجتاح بلاده. وتشمل هذه الأسباب الحرب الأهلية والنزاعات الداخلية والاحتلال العسكري والعنف السياسي والاضطهاد والتمييز العرقي والديني والجنسي وغيرها من الأسباب الأخرى التي تجعل الشخص يخشى على حياته وسلامته في بلده، مما يُجبره على البحث عن مكان آمن للعيش.
اللاجئ السياسي
هو الشخص الذي يتعرّض للتهديد بالقتل أو الاعتقال الاضطهاد في بلده الأصلي، بسبب نشاطاته وآرائه السياسية مثل معارضة النظام الحاكم أو الانتماء إلى حزب أو مجموعة سياسيّة معيّنة، ويحق له التقدّم بطلب اللجوء إلى بلد آخر وفقاً للقانون الدولي. قد يواجه اللاجئ السياسي بعض العقبات في رحلة اللجوء، لما لها من تأثير على العلاقات الدبلوماسية بين البلد المُضيف وبلد اللاجئ الأصلي.
اللاجئ الديني
اللجوء الديني هو أن يقوم الفرد باللجوء إلى دولة أُخرى بسبب تعرّضه للاضطهاد بسبب معتقداته الدينيّة أو اللادينيّة، ويشمل ذلك العنف المبني على أساس المذهب أو الطائفة، وقد يواجه اللاجئ الديني تحدياتٍ إضافية عند طلب اللجوء، مثل الحاجة إلى إثبات صدق معتقداته وخطر ذلك على حياته.
اللاجئ العائلي
يشير اللجوء العائلي إلى عملية طلب اللجوء في بلد جديد بهدف لمِّ شمل جميع أفراد الأُسرة التي أُجبرت على الفرار من وطنها بسبب الاضطهاد والحرب، إذ تنفصلُ أُسر اللاجئين عن بعضها البعض أثناء رحلتهم نحو برِّ الأمان، أو قد يضطرون إلى ترك أحبائهم الذين عجزوا عن الفرار معهم، ثمَّ يتقدموا بطلب اللجوء ليجتمعوا معاً من جديد.
اللاجئ الصحي
اللاجئون بسبب الظروف الصحيّة، هم الأفراد الذين أُجبروا على مغادرة منازلهم لأسباب تتعلق بالصحة، مثل تفشّي الأمراض المُعدية أو عدم الحصول على الرعاية الطبية المناسبة في بلدانهم، وقد برز هذا جليّاً في حادثة الزلزال الذي ضرب تركيا وشمال سوريا في فبراير/ شباط 2023.
النازحون داخلياً
يوجد فرقٌ واضح في المعنى بين اللاجئ والنازح، وإنَّ وضعهم ضمن التصنيف ذاته هو أحد الأخطاء الشائعة، حيث أنَّ النازح الداخلي هو الشخصُ الذي ترك منزله هرباً من النزاع أو العنف أو الكوارث الطبيعية، ولكنه بقي داخل حدود بلاده، على عكس اللاجئين الذين عبروا الحدود الدولية. لذلك يُعتبر النازحون من الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع، ولهم كامل الحق في الحصول على الدعم والمساعدات الإنسانية، ومن أهم احتياجاتهم التي تعملُ الرابطة الطبية للمغتربين السوريين SEMA (سيما) على تأمينها:
- المواد الغذائية الأساسيّة.
- تأمين مأوى آمن يحفظ لهم كرامتهم.
- حق الأطفال في التعليم والرعاية النفسية.
- خدمات الرعاية الصحية والعلاج اللازم للأمراض والإصابات.
- مسارات التعليم والتدريب لتمكينهم من الحصول على فرص العمل.
- الدعم النفسي والاجتماعي للتعامل مع صدمة النزوح، والاستقرار في بيئة جديدة.
عديم الجنسية
يشيرُ مصطلح عديمي الجنسية إلى الأفراد الذين لا يحملون جنسية بلدهم الأصلي ولا يعترف بهم أي بلد ضمن مواطنيه، وغالباً ما يُحرمون من حقوق الإنسان الأساسية مثل؛ الحصول على التعليم والرعاية الصحية والعمل، كما أنهم عرضة لخطر الاحتجاز أو الترحيل التعسّفي. إذ يمكن أن يحدث انعدام الجنسية لأسباب مختلفة، بما في ذلك التمييز أو الصراع أو نقص الوثائق المناسبة.
الهاربون من الحرب
كما هو واضح، فهم الأشخاص الذين خرجوا من ديارهم بعد اندلاع الحرب والنزاعات العسكرية فيها، ويُعتبر اللاجئون السوريون من أبرز الأمثلة على ذلك، بعد أن تجاوزت أعدادهم الملايين من اللاجئين والنازحين، سواءً في دول الجوار أو داخل سوريا. ويجدر بالذكر أنَّ هُناك حوالي 3 ملايين نازح في الشمال السوري وحده، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، كما بينهم عشرات الآلاف من ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بحسب تقارير الأمم المتحدة لعام 2022.
الهاربون من الفقر
تُشير ظاهرة الهرب من الفقر أو اللجوء الاقتصادي إلى الأشخاص الذين يطمحون للحصول على حياةٍ وظروف معيشيّة أفضل، بعدما عانوا ويلات الفقر في بلادهم؛ مثل عدم الحصول على الضروريات الأساسية كالغذاء والماء والرعاية الصحية، والتدهور الاقتصادي الناتج عن عّدّة عوامل.
امنح الأمل، شارك في تغيير حياة اللاجئين بتبرعك اليوم.
أنواع اللاجئين في حقوق الإنسان
يُعدُّ الحصول على اللجوء والأمان من أهمّ حقوق الإنسان التي تؤكّدها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وتضمنها للجميع سواءً كانوا من اللاجئين السياسيين أو اللاجئين المتدينين أو الهاربين من الحروب والصراعات. على الرغم من هذا كلّه، لا يزال ملايين المستضعفين من اللاجئين والنازحين، يعيشون ظروفاً مأساوية في المخيمات أو المساكن المؤقتة. لذلك ندعوكم للمساهمة في تخفيف الألم عنهم من خلال دعم المشاريع الإغاثية التي تقوم عليها منظمة الرابطة الطبية للمغتربين السوريين SEMA (سيما) في سبيل تحسين حياة ملايين النساء والأطفال الذين يدفعون ثمن حروبٍ لا شأن لهم فيها.
الأسئلة الشائعة
ما هي أنواع اللجوء؟
أبرز أنواع اللجوء هي:
-اللجوء العائلي.
-اللجوء الديني.
-اللجوء السياسي.
-اللجوء الصحي.
-اللجوء هرباً من الموت.
من له الحق في اللجوء؟
يعتبر اللجوء حق أساسي لكل شخص يواجه الاضطهاد والعنف، أو يعاني من تهديدٍ خطير يمسّ حياته أو حريته الشخصيّة أو سلامته النفسيّة والجسدية داخل وطنه.
كيف يعيش اللاجئون؟
تختلف ظروف حياة اللاجئين مع اختلاف البلد الذي يعيشون فيها، إذ يعاني ملايين اللاجئين ظروفاً صعبة في البلاد الفقيرة
من هم اللاجئون؟
اللاجئون هم الأفراد الذين أُجبروا على الفرار من أوطانهم وبلدانهم قسراً، بسبب الخوف من الاضطهاد والعنف القائم على الجنس أو الدين أو الرأي.